حذر وزير الشؤون العرقية في نيوزيلندا كريس كارتر من إقدام الشباب النيوزيلنديين على"أفعال"من شأنها أن تجعل الشباب البيض يشنون هجمات عرقية شبيهة بتلك التي شهدتها مدينة سيدني الاسترالية أخيراً. وقال كارتر امس:"أطلب من الجاليات العرقية أن تتجاهلهم وأن تتذكر أن نيوزلندا لا تعاني مشكلات اجتماعية مماثلة لتلك التي تواجهها أستراليا". ويأتي تحذير الوزير النيوزيلندي بعد نشر مجموعة من الشباب البيض ملصقات في محطات قطارات الضواحي خارج العاصمة ولنغتون، تحرّض على شن هجمات عرقية مماثلة لتلك التي شهدتها مدينة سيدني الأسترالية. وجاء في الملصقات:"إذا تمكنت سيدني من فعل هذا، فإننا نستطيع فعل الشيء ذاته، فلنستعد أرضنا ونبين لهم جزءاً من قوة العرق الأبيض". وقال كارتر:"لسوء الحظ، وبسبب الأحداث في سيدني والاهتمام الكبير الذي استحوذت عليه، من المحتمل أن نرى مزيداً من مظاهر الشغب التي يتسبب بها الشباب البيض، كتعليقه ملصقات خلال الأسابيع القليلة المقبلة". وزاد:"هذه الملصقات محزنة وقوبلت رسالتهم البغيضة بالازدراء من قبل معظم الشعب النيوزيلندي"، مشيراً إلى أن أقلية معزولة تقف وراء هذه الأعمال. وذكرت صحيفة"دومينيون بوست"النيوزيلندية أن الملصقات ظهرت في محطتين في ضاحية ناندالا. وأكد دون براش زعيم الحزب الوطني المحافظ المعارض أن"لا مكان في نيوزيلندا لهذه الأنواع من التهديدات والاعمال المثيرة للفوضى. ويدين الحزب الوطني أي دعوات للعنف أو التعصب العرقي". أستراليا في غضون ذلك، أقرّ برلمان ولاية نيو ساوث ويلز في أستراليا في جلسة خاصة أمس، قوانين تخوّل الشرطة في سيدني صلاحية إغلاق الحانات ومصادرة السيارات، وسط جهود محمومة لمنع تكرار أعمال الشغب التي شهدتها ضاحية في المدينة مطلع الأسبوع، عندما هاجمت مجموعة من شبان بيض مخمورين أشخاصاً ملامحهم شرق أوسطية. وكانت مجموعة من البيض اعتدت بالضرب على لبنانيين في ضاحية كرونول الساحلية الأحد الماضي، ورد شبان أستراليون من أصول عربية عموماً ولبنانية خصوصاً بنهب متاجر وتدمير مركبات وضرب مارة في الضاحية الراقية في اليوم التالي. وقال رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز موريس إيما للبرلمان:"أعلن الأجلاف والمجرمون الحرب على مجتمعنا فعلياً، ولن نسمح لهم بتقويض نمط حياتنا". وزاد:"طالما ان أولئك المشاغبين والمتهورين والمجرمين لا يحترمون القانون، وطالما أنهم يرفضون إظهار الاحترام والمسؤولية، فإن هذه الصلاحيات الممنوحة للشرطة ستستخدم إلى أقصى حد". وأكد مفوض الشرطة كين موروني الذي طلب توسيع صلاحيات رجاله ان سكان كرونولا والضواحي الساحلية المجاورة سيشعرون مطلع الأسبوع المقبل بأمن لم تشهده المنطقة منذ الألعاب الأولمبية التي أجرت في العام 2000. وتنشر الشرطة غداً السبت ألف جندي إضافي، بينما ستنشر بعد غد 1500. في غضون ذلك، اجتمع زعماء الجالية اللبنانية في سيدني مع زعماء كرونولا وغالبيتهم من البيض، للتوسط في اتفاق سلام.