تحركت الحكومة الاسترالية لمواجهة ذيول اعتداءات عنصرية استهدفت الشرق اوسطيين عموماً والمهاجرين اللبنانيين خصوصاً. ودعا رئيس الوزراء الاسترالي جون هاوارد الى التسامح امس، في حين اصيب 30 شخصاً بجروح بينهم 6 شرطيين من جراء الاعتداءات التي كانت اخطر حوادث من هذا النوع تشهدها استراليا في الفترة الاخيرة. واعتقلت الشرطة 16 مشاغباً متورطين في اعمال العنف التي اندلعت بين استراليين من أصول عربية وعنصريين من البيض، وتركزت في مدينتي كرونولا وماروبرا الساحليتين في سيدني. وأكد هاوارد وجوب ادانة اعمال العنف"المخزية والتي يرفضها كل الشعب الاسترالي"، لكنه شدد على ارتباطها بمشكلة في فرض القانون والنظام و"لا تعكس مشكلة عنصرية كامنة في المجتمع الاسترالي ذي الثقافات المتعددة". وقال كن موروني رئيس شرطة نيو ساوث ويلز، ان جماعة من النازيين الجدد والمتعصبين البيض، حرضت على اعمال العنف في كرونولا. وقال:"لا نقبل بهؤلاء في المجتمع الاسترالي، اذ ان مكانهم الافضل في برلين في الثلاثينات من القرن العشرين". وأفادت وسائل الاعلام المحلية ان مجموعة من المتطرفين الاستراليين، رفعوا الاعلام الاسترالية وانشدوا اغاني عنصرية قبل ان يهاجموا عدداً من المارة بينهم امرأة مسلمة نزعوا الحجاب الذي كانت ترتديه. ووصف موروني هذه الاعمال بأنها"مثيرة للاشمئزاز". وقال:"بالتأكيد ليس من عادات الاستراليين التصرف بعقلية عصابات ومهاجمة نساء. لم يسبق ان شهدت اعمالاً منافية الى هذا الحد للذهنية الاسترالية". واستعادت الشرطة السيطرة على شاطئي كرونولا وماروبرا ومنطقة بوتاني باي جنوبسيدني حيث اصيب شخصان بطعنات سكين، فيما تضررت نحو اربعين سيارة بضربات عصي. واندلعت الاشتباكات بعد تجمع اكثر من خمسة آلاف شخص للاحتجاج على اعتداء تعرض له اثنان من المتطوعين في فرق الانقاذ على ايدي شبان من ابناء المهاجرين في مطلع الشهر الجاري. وتحولت التظاهرة التي شارك فيها اعضاء مجموعات من النازيين الجدد، بسرعة، الى اعمال شغب شملت اعتداءات على مصطافين ذوي ملامح شرق اوسطية، بحسب ما افادت الشرطة. وسبق ان عبرت الاقلية المسلمة في استراليا عن شعورها بالاغتراب منذ الحرب على العراق عام 2003، وأبلغت عن تعرضها لاساءات لفظية عرقية ومضايقات. وأبدى سكان مسلمون قلقهم من قوانين مكافحة الارهاب الجديدة التي صدرت اخيراً، وتخوفهم من امكان استهدافهم في ظل تحذير الاجهزة الاستخبارية من نشوء جماعات ارهابية في الداخل. واعتبر هاوارد ان"التعرض لاشخاص بسبب عرقهم او مظهرهم، امر غير مقبول اطلاقاً وينبغي ان يرفضه جميع الاستراليين اياً كانت تربيتهم او قناعاتهم السياسية". لكنه رفض احتمال ان تكون اعمال العنف هذه نتجت من التحذيرات التي اصدرتها الحكومة اخيراً في شأن هجمات ارهابية محتملة.