سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عباس يلتقي السنيورة في باريس لتأكيد منع استخدام الفلسطينيين في زعزعة استقرار لبنان . سورية تطلع ميليس على تحقيقها في انتحار كنعان وملف اغتيال الحريري على وشك الاكتمال
يعيش لبنان والدول المعنية هاجس ما بعد تقرير لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري سواء في الاتصالات السياسية الداخلية أو الخارجية، خصوصاً ان رئيسها القاضي الألماني ديتليف ميليس سيقدم تقريره الجمعة المقبل الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، فيما تتابع اللجنة تحقيقاتها واستماعها الى المزيد من الشهود متسلحة بتمديد عملها حتى الخامس عشر من كانون الأول ديسمبر المقبل، والذي تأمل بان يسمح لها بالاستماع الى مسؤولين سوريين لم تلتقهم خلال زيارتها دمشق في 21 الشهر الماضي، والتي جاءت نتائجها أقل من توقعات اللجنة راجع ص6 و7 ويتخذ لبنان اليوم تدابير أمنية احترازية هي"إجراءات الحد الأقصى"تحسباً لأي حوادث، وتشمل اقامة طوق أمني حول بيروت الادارية وداخل العاصمة، تشرف عليها غرفة عمليات مشتركة بين الجيش وقوى الأمن الداخلي. وفيما ينتظر ميليس تجاوباً سورياً مع طلبه الرسمي الى البعثة السورية في الأممالمتحدة تشريح جثة وزير الداخلية السوري المنتحر اللواء الركن غازي كنعان، قالت مصادر مطلعة ل"الحياة"في دمشق ان سورية بعثت الى ميليس ملفاً يتضمن نتائج التحقيق السوري في عملية الانتحار، نافية تلقي أي طلب رسمي يتضمن تشريح الجثة. وكان ثلاثة من المسؤولين والخبراء السوريين، عقدوا مؤتمراً صحافياً يوم الخميس لشرح خلفيات انتحار كنعان، عبر اطلاق رصاصة من مسدسه الشخصي في فمه صباح 12 الجاري، ذلك لانه"كان متألما من الحملات الاعلامية والتسريبات التي استهدفته". وتتسارع الاتصالات الخارجية حول مرحلة ما بعد التقرير، إذ ينتظر ان يزور رئيس الحكومة فؤاد السنيورة باريس غداً، بعد زيارته دولة قطر اليوم، للقاء المسؤولين الفرنسيين والرئيس الفلسطيني محمود عباس والمبعوث الدولي لتنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 1559 تيري رود - لارسن. في هذا الوقت علمت"الحياة"ان لجنة التحقيق الدولية انجزت الاستماع الى شهادة وزير الدفاع الياس المر، الباقي في سويسرا للعلاج من آثار محاولة الاغتيال التي تعرض لها في شهر تموز يوليو الماضي، على خلفية تصريحات له بأنه تعرض لتهديدات من رئيس جهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية سابقاً العميد رستم غزالة. كما علمت"الحياة"ان اللجنة التي تواصل استجوابها عدداً من الشهود منذ اسبوعين بعيداً من الاضواء وستواصل ذلك الاسبوع المقبل، استمعت الاسبوع الماضي الى موظف كبير، حول ظروف اتخاذ قرار نقل سيارات موكب الحريري بعد ساعات على تفجيره، كما استمعت الى شخصيات في موضوع الاموال التي رفعت عنها السرية المصرفية. وواصلت اللجنة التحقيقات في ملف الاتصالات الخلوية التي سبقت تنفيذ الاغتيال، الموقوف فيها اربعة اشخاص معنيين ببيع وشراء 8 بطاقات خلوي مدفوعة سلفاً، وشخص خامس هو موظف في احدى شركتي الخلوي في لبنان. وأكدت مصادر على صلة بالتحقيق ان المعطيات التي توصلت اليها اللجنة الدولية بالتعاون مع المحققين اللبنانيين، سمحت باحراز تقدم باتجاه كشف اجزاء من خيوط الجريمة. وأوضحت المصادر ان قاضي التحقيق العدلي في الجريمة الياس عيد أشار الى وكيل الضابطين الموقوفين العميدين ريمون عازار ومصطفى حمدان، المحامي ناجي بستاني على مذكرته القانونية التي كان رفعها متسائلاً عن أسباب استمرار توقيفهما، بأنه سيتريث في الاجابة عن هذه المذكرة"نظراً الى ان الملف في طريقه الى الاكتمال". وفي موسكو تطرقت المحادثات المطولة بين وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ونظيرها الروسي سيرغي لافروف الى ملفات اقليمية ودولية عدة، وأعربت رايس عن أمل الطرفين بإمكان تحقيق تقدم ملموس في الشرق الاوسط، فيما اكد الوزير الروسي ان موسكو وواشنطن اتفقتا على التعاون داخل مجلس الأمن خلال مناقشة التقارير المتعلقة بالوضع في سورية ولبنان. وفي باريس، كشفت مصادر مطلعة ان لقاء الرئيس الفلسطيني مع السنيورة المقرر الثلثاء في باريس رتبه رود - لارسن. وقالت المصادر إن الاخير بذل جهوداً خلال الاسبوع الماضي من اجل دفع الجانبين الفلسطيني واللبناني الى تطبيع علاقاتهما وحل مشاكلهما وإقامة علاقات ديبلوماسية بينهما. وتابعت المصادر ان لقاء ايضاً سيتم بين عباس والنائب سعد الحريري في باريس وان الديبلوماسيتين الأميركية والفرنسية ترحبان بهذه الجهود كما ان كلاً من عباس والسنيورة أبديا رغبة في العمل على تطبيع العلاقات بين لبنان والفلسطينيين. الى ذلك، كشفت المصادر ان عباس"أبدى رغبته في المساعدة بقوة على منع استخدام الفلسطينيين من الجانب السوري لزعزعة استقرار لبنان علماً ان الأسرة الدولية مدركة جداً انه لا يسيطر على كل الاعمال التي تقوم بها بعض الفصائل الفلسطينية في مخيمات لبنان". وأوضحت المصادر ان لقاءه السنيورة"حدث سياسي مهم كي يظهر أبو مازن ان المستقبل للفلسطينيين جيد وان يظهر انه ينبغي على جميع الفلسطينيين ان يجتمعوا تحت مظلته وان تكون له علاقات مسالمة وجيدة مع لبنان من دون ان يكون للفلسطينيين دولة في دولة". ورأت المصادر ان"المشكلات لن تُحل بيوم واحد ومحمود عباس لا يملك العصا السحرية ولكنه رمز سياسي مهم، والفلسطينيون المقربون من سورية سيفكرون مرتين قبل استخدامهم في ظل العزلة التي تقع فيها سورية حالياً". وذكرت مصادر في فرنسا ان رايس تناولت اللقاء الفلسطيني - اللبناني مع المسؤولين الروس خلال زيارتها لموسكو. وكشفت مصادر ديبلوماسية اوروبية ان الروس يعتبرون حلفهم مع سورية أساسياً وأنهم غير عازمين على عزلها. ويلتقي السنيورة رئيس الحكومة الفرنسية دومينيك دوفيلبان الثلثاء ويرافقه في الزيارة وزير الخارجية فوزي صلوخ، علما ان العاصمة الفرنسية تستقبل حشداً من المسؤولين اللبنانيين من كل الأطراف هذه الايام. فوزير العدل شارل رزق موجود في زيارة خاصة قصيرة في العاصمة الفرنسية، وكذلك النائب بطرس حرب والوزير مروان حمادة اضافة الى النائبين الموجودين في العاصمة الفرنسية لأسباب أمنية وسياسية، سعد الحريري وجبران تويني. ويلتقي السنيورة في اليوم الأول لزيارته باريس، غداً الاثنين رود - لارسن ثم وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي، ثم يعقد اجتماعات مع الحريري.