يُعد الخوف من معالجة الاسنان والشعور بالقلق ازاءها ظاهرة شائعة تتراوح بين الخوف البسيط الذي يشعر به حوالي 75 في المئة من الاشخاص الى القلق الشديد الذي يقود الى تجنب المعالجة والذي يصيب حوالي 20 في المئة من الاشخاص. وفي حين ان تأثير الخوف البسيط على الصحة الفموية قد يكون ضئيلاً نجد ان الخوف الحقيقي من المعالجة يمكن ان يدفع المريض الى تجنب المعالجة على رغم وجود اعراض واضحة، الامر الذي ينعكس سلباً على الصحة الفموية. ويعود الخوف من معالجة الاسنان الى اسباب عدة منها خضوع المريض لممارسات سنية سابقة، والخوف من حدوث تشوهات وظيفية، وملاحظة القلق أو الخوف لدى الآخرين، أو رواية قصص مرعبة أو رؤية الادوات التي يستخدمها طبيب الاسنان، كالمحفار السني أو إبر التخدير الموضعي. ولتحديد متطلبات المريض الخائف من معالجة الاسنان يجب ان يكون طبيب الاسنان في البداية قادراً على تحديد شدة الخوف والقلق من خلال تقويم المريض تقويماً عاماً ومراقبته وطرح بعض الاسئلة عن مدى خوفه من بعض الاجراءات مثل إبر المخدر الموضعية أو صوت القبضة اليدوية أو من بعض الاجراءات الجراحية المعينة. وهذه بعض النصائح العامة اثناء زيارة طبيب الاسنان: - قبل زيارة طبيب الاسنان تناول وجبة من الغداء. - اعلام طبيب الاسنان بأي ادوية تناولها الزائر. - المخدر الموضعي ضروري لراحة المريض لذا يجب تجنب الانفعالات والقلق اثناء العلاج. - اصطحاب رفيق الى عيادة الطبيب. اما في حال تجنب المعالجة فانه لا مفر من حدوث مضاعفات. فقد اكد باحثون متخصصون ان امراض الفم واللثة هي المسؤولة عن معظم الاضطرابات التي يصاب بها الانسان كامراض القلب والسكتة والسكري وحتى الولادات المبكرة. وهناك اكثر من 200 نوع من البكتيريا تعيش في فم الانسان قد تكون مسؤولة ليس عن الرائحة الكريهة للفم والابتسامات غير الجميلة فقط، بل عن الاصابات الخطرة ايضاً. لذلك هناك علاقة وثيقة بين الاصابة بالسكري واضطرابات القلب والبكتيريا الشائعة التي تأكل اللثة ومينا الاسنان، اضافة الى ان البكتيريا المسببة لامراض اللثة قد تسبب تخثرات دموية محفزة للنوبات القلبية والسكتات، كما ان تقليل امراض واصابات الفم في مرضى السكري، يقلل الحاجة الى هرمون الانسولين الضروري لتخفيض مستويات السكر في الدم، وقد يتعطل نمو الجنين كذلك بسبب اصابات اللثة والاسنان عند الام. وقدرت بعض الدراسات ان امراض اللثة عند الام قد تكون السبب في ولادة اطفال قليلي الوزن. ان تحديد المقاربة المناسبة للسيطرة على القلق تكون وفقاً لحاجات كل مريض بصورة فردية، ويعتمد استعمال مقاربة دوائية معينة على سوية التدريب التي خضع لها الطبيب وعلى الانظمة والقوانين المطبقة من خلال الأساليب الآتية: - استخدام الاشكال البسيطة من التهدئة مع الحفاظ على الوعي. - تقنيات التهدئة الوريدية مع الحفاظ على الوعي. - التهدئة العميقة والتخدير العام التي تتطلب تخصصاً في الجراحة الفموية والفكية العلوية الوجهية وتدريباً كافياً على تقنيات التخدير.