كشفت بعض الدراسات والأبحاث الطبية أن من الأخطاء الشائعة عدم اهتمام البعض بالعناية بصحة الفم واللثة، حتى وان كان هناك نزف من اللثة باعتبار انها مشكلة موضعية بسيطة. والصواب ان اللثة النَازِفة كثيرا ما تشير إلى وجود مشكلة صحيةِ ما وترْبطُ الأبحاث الحالية أمراض اللثةِ بأمراض خطيرة، منها النوبة القلبية، السكتة الدماغية، سرطان البنكرياس، مرض السكّري من النوع الثّاني، الأمراض التنفسية، الإلتهابات الشاملة، والمواليد ناقصوا الوزن. إنّ العلاقة بين مرضِ اللثةِ والمشاكلِ الصحيةِ المحتملةِ تنطلق مِن الحقيقة العلمية التي توضح أنّ 85 بالمائة مِنْ البالغين في الولايات المتّحدةِ يعانون على الأقل من واحد من مشاكلِ اللثةِ التي تتَرَاوح مِنْ إلتهابِ اللثّة مع رائحة الفمّ الكريهةِ أو اللثة النَازِفةِ أو المنتفخةِ أو الحمراءِ إلى أمراضِ اللثة الشديدة التي تُؤدّي إلى فقد الأسنان. وكحقيقة علمية، فإن مرض اللثةِ هو السببُ الرئيسي لفقدان الأسنان. وكَان علاج مرضِ اللثةِ، في الماضي، صعبَا لأن البكتيريا التي تُسبّبُ هذا المرضِ تختفي وتحتمي تحت خَطَّ اللثةَ وتَكون جيوبَا يصعب الوصول إليها بوسائل العناية المنزلية. وكان إيصال الأدويةِ إلى مصدرِ العدوى داخل اللثة مستحيلا تقريباً بدون مساعدةِ محترفةِ من المختصين. أما الآن، فقد أصبح بالامكان وصول المضادات الحيوية إلى مصدرِ العدوى في اللثةَ بواسطة وسائل وقائية بسيطة ومريحة ورخيصة، ويمكن للمريض أن يقوم بتطبيقها بنفسه في المنزل مما يساعد على اسْتِئْصال البكتيريا المسببة للمرض. وقد تم تسجيل نجاحات عديدة مشابهة، في دراسات أميركية وكندية، لمرضى ساهموا ونجحوا في القضاء على جيوب باللثة حيث انخفض حجم الجيب الواحد من 8 مليمتراتِ إلى مليمترين. إن جيباً حجمه 8 مليمتراتِ في المنطقة حول السنِّ المُصَاب، يعني أنّ هذا المريض يعاني من مرض حادِّ باللثةِ. أما الجيوب ذات الأحجام 1 3 مليمتراتِ فتعتبر ضمن الحدود الطبيعية. إن الاستعمال المنزلي المنتظم للطرق غير الجراحية في العناية بالفم يحافظ على صحة نسيج اللثة ويبعد عنه الأمراض. وبالسيطرةِ على البكتيريا في أنسجِة اللثة يمكن حماية الأسنان وكذلك الوقاية من العديد من الأمراض العامّةِ