تجوب المؤسسات المالية العالمية منطقة الخليج هذه الايام، سعياً وراء ادارة اموال اولئك الذين"اغتنوا"من هذه المرحلة التي شهدت ارتفاعاً قياسياً في اسعار النفط، فضلا عن تراكم الثورات بفعل المضاربة في اسواق الاسهم والعقار. ويبدو ان هؤلاء جذبتهم التقديرات التي تتحدث عن ان الافراد في المنطقة راكموا خلال السنوات القليلة الماضية ثروات تتجاوز 1.5 تريليون دولار. وهي، في رأي مديرالمصارف الخاصة في"بي إن بي باريبا"فرانسوا دوبييس، تمثل اكثر من ثلاثة في المئة من الثروات حول العالم، التي بلغت 48 تريليون دولار. كما ان المؤسسات الاجنبية انجذبت الى المنطقة على وقع الحديث عن نية الكثير من الشركات العائلية بيع جزء من شركاتها الى القطاع الخاص، وهذا يتطلب ادارة"حكيمة"لاصول هذه الشركات التي تضاعفت خلال السنوات الماضية، على خلفية استثمار جزء من اموالها في اسواق الاسهم والعقار. ويبدو ان عودة العرب للاستثمار في الخارج، بعد فترة انقطاع تلت احداث ايلول سبتمبر، شجع المؤسسات المالية لتجرب حظها في العودة الى قرع ابواب الاغنياء الذين تضاعف عددهم بعد ان انضم اليهم اعضاء جدد، خصوصاً من الشباب. مصرف"بي ان بي باريبا" ومن بين المؤسسات التي تسعى حالياً الى مضاعفة حجم ادارتها لثروات المنطقة، بنك"بي ان بي باريبا"الذي يعد من اكبر البنوك الفرنسية، حيث قال دبييس لپ"الحياة"انه يزور المنطقة لدعم هذا القطاع ومضاعفة الاموال التي يديرها في المنطقة من خمسة الى عشرة بلايين دولار. وكان بنك باريبا من اوائل المصارف التي تتعامل باليورو في المنطقة، ويركز على قسم الشركات، لكنه تحول الى التركيز على ادارة ثروات الافراد،"في مسعى للإسهام في الطفرة الإقتصادية التي تشهدها دول مجلس التعاون الخليجي ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام". وقال أن الفترة المقبلة ستشهد تواجد أكثر من 45 من خبراء"بي إن بي باريبا"لتوفير خدمات إدارة الثروات للنخبة من العملاء، فضلاً عن"توثيق صلاته وعلاقاته بعملائه المحليين"، وذلك من خلال فروعه في منطقة الشرق الأوسط في البحرين وأبو ظبي ودبي والكويت وقطر والسعودية ولبنان. وأوضح دوبييس أن مهمة هؤلاء الخبراء ستتركز على تقديم الإستشارات المتعلقة بالفرص الإستثمارية في الأسواق المحلية أو في الخارج، مضيفاً أن إستراتيجية"بي إن بي باريبا"المتعلقة بالعمل من داخل الأسواق المحلية، كانت المحرك وراء تحقيق المجموعة أفضلية على المستوي العالمي. وأشار دوبييس إلى ان المصرف" يهدف إلى مضاعفة خدمات إدارة الثروات في إدارة العمليات المصرفية الخاصة خلال الاعوام الثلاثة المقبلة في دول الخليج ولبنان، مشيراً الى أن بالنظر إلى التقديرات التي ترجح أن تجني الدول العربية ما يقدر بنحو 280 بليون دولار في العام 2005 من عوائد النفط فقط، فإن الحاجة تتزايد إلى خدمات المصارف الخاصة والخدمات المصرفية الخارجية لإدارة ثروات الأفراد والشركات". وأضاف"في الوقت الذي تؤشر فيه الطفرة الإقتصادية التي تشهدها المنطقة حاليا، على خلفية الإتجاه التصاعدي لأسعار النفط، الى الحاجة المتزايدة لخدمات إدارة الثروات، تشهد المنطقة زيادة ملحوظة في قيمة الممتلكات"غير المنظورة"، سواء في المنطقة أوالعالم. ورأى"إن الوقت مناسب للغاية للدخول بقوة إلى القطاع المصرفي في المنطقة، مع الانفتاح الذي تشهده كل من المملكة العربية السعودية، والبحرين، وهو ما سيسمح للمؤسسات المصرفية بمواكبة متطلبات العملاء من الشركات والأفراد". وقال في مؤتمر صحافي عقد في دبي أمس ان مصرفه ينوي، التوسع في منطقة الخليج ولبنان، وذلك في إطار خطة تتضمن افتتاح 381 فرعاً في حوض البحر المتوسط ومنطقة الخليج و58 فرعاً آخر في الصين. وبلغ إجمالي الثروات الرئيسة التي يقوم"بي إن بي باريبا"بادارتها 1.8تريليون درهم ما يقارب 414.6بليون يورو بنهاية ايلول من العام الجاري، وبنمو بلغت نسبته 22 في المئة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، فيما إرتفعت عوائد القسم بنسبة 16 في المئة إلى 870 مليون يورو في الربع الثالث من العام الجاري.