سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بوش يجدد تعهده إرساء "ديموقراطية في العراق نموذجاً لجيرانه" والجماعات المسلحة حافظت حتى مساء أمس على . وعودها بالتهدئة 15 مليون عراقي يقترعون اليوم والجميع يحذر من التزوير
يتوجه حوالي 15 مليون عراقي اليوم الى صناديق الاقتراع لاختيار 235 نائباً موزعين على 18 محافظة، بالإضافة الى 45 مقعداً تعويضياً وسط تحذيرات، اشترك فيها معظم الأطراف، من عمليات تزوير. واتسم الوضع العام عشية الانتخابات بالهدوء، عدا بعض الحوادث التي لا تذكر مقارنة مع عمليات القتل والتدمير التي طبعت المرحلة الماضية، عدا هجومين على مكتب رئيس الوزراء السابق اياد علاوي ومركز الحزب الشيوعي في الناصرية، لم يسفرا عن اصابات. لكن الامتحان الكبير اليوم، فإذا مر بسلام، ومن دون عنف تكون الجماعات المسلحة التي تعهدت عدم مهاجمة مراكز الاقتراع قد اثبتت انها تسيطر على مناطقها السنية التي يتوقع ان تصوت بكثافة، وليس تنظيم"القاعدة"بزعامة أبي مصعب الزرقاوي الذي دعا أنصاره أمس الى"غزوة جديدة لإفساد عرس الكفر والعهر"الديموقراطية. من جهة أخرى، اعترف الرئيس جورج بوش للمرة الأولى ان جزءاً من معلومات الاستخبارات التي دفعته الى الحرب كان خطأ، معرباً عن استعداده لتحمل المسؤولية، ومجدداً تعهده"إقامة ديموقراطية في العراق لتكون نموذجاً للشرق الأوسط". وتبدأ عمليات الاقتراع السابعة صباح اليوم لمدة عشر ساعات، يشارك فيها 15 مليون عراقي و6300 مركز للتصويت لاختيار ممثلهم بين سبعة آلاف مرشح، يتوزعون على 307 كيانات سياسية و19 ائتلافاً في 18 محافظة متفاوتة في عدد المقاعد المخصصة لها، أكبرها في بغداد 59 مقعداً وأقلها في المثنى 5 مقاعد في تنافس تجاوز الشعارات والبرامج السياسية الى محاولة اضفاء طابع مصيري على عملية الانتخاب، ووسط تجاذبات طائفية وقومية ومناطقية، يتوقع ان تترك ظلالها على النتائج بمشاركة واسعة للمناطق السنية، مقابل مشاركة كثيفة للشيعة والأكراد. وطغت المخاوف من محاولات"تزوير العملية الانتخابية أو التأثير في مجرياتها"على هواجس التهديدات الأمنية التي شكلت العقبة الاساس أمام عجلة العملية السياسية خلال مرحلة ما بعد سقوط النظام. وجاء في بيان صدر أمس عن جبهة"التوافق"السنية تلقت"الحياة"نسخة منه ان لديها معلومات وصفتها ب"المؤكدة والدقيقة"تفيد بأن جهات مسؤولة عن الانتخابات تسلمت مبالغ مالية كبيرة لتزوير نتائج الانتخابات. وحذر البيان من"مغبة التزوير"مؤكداً ان"مثل هذا الاحتمال سيقود الجبهة الى كشف تفاصيل حصلت عليها وأسماء الشخصيات المتورطة وأرقام الحسابات المصرفية". وقال سعد عاصم الجنابي القيادي في الكتلة العراقية التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق اياد علاوي ل"الحياة"ان"الدعم الايراني لقائمة"الائتلاف"التي يتزعمها السيد عبدالعزيز الحكيم ليس سراً، وايران تشعر بخطر وصول قوائم وطنية لا تتبنى المنهج الطائفي الى السلطة، فعمدت وتعمد الى التأثير في نتائج الانتخابات بشتى الطرق". وكان الحكيم حذر بدوره من عمليات تزوير"مماثلة لما حصل في الانتخابات السابقة". وأوضح ان هناك"خشية من تزوير من داخل المفوضية في برامج الكومبيوتر". الى ذلك، اعلنت مصادر أمنية مصادرة مئات الآلاف من نماذج بطاقات انتخابية كانت معدة للاستعمال على متن صهريج قادم من ايران. لكن المفوضية العليا للانتخابات نفت ذلك. الى ذلك، خرج آلاف العراقيين في عدد من المدن احتجاجاً على برنامج بثته قناة"الجزيرة"أول من أمس انتقد خلاله الكاتب العراقي فاضل الربيعي"المرجعية الشيعية التي روجت للغزو الاميركي وسوغت له وساندته والآن تضفي عليه طابعاً شرعياً بالقول انه لا تنبغي مقاومته"، كما وصف المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني بأنه"صفوي"في اشارة الى جنسيته الايرانية. واتخذت التظاهرات في الناصرية 375 كلم جنوببغداد منحى آخر، إذ اقتحم متظاهرون مقر"حركة الوفاق الوطني"التي يتزعمها علاوي ومقر الحزب الشيوعي واحرقوا محتوياتهما.