أكد سمو الشيخ صباح خالد الحمد الصباح ولي عهد دولة الكويت أن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال جاثماً على صدر الأمتين العربية والإسلامية منذ العام 1948، ومستشرياً في جسدها نتيجة الانتهاكات الصارخة، وازدواجية المعايير في تطبيق القوانين والمواثيق والقرارات الدولية ذات الصلة؛ مما أفضى إلى تأجيج الصراعات، وتقويض الأمن والسلم الدوليين، في تجسيد دقيق لما حذرت منه -ولسنوات عديدة- دولنا كافة. جاء ذلك في كلمة سموه خلال القمة العربية والإسلامية غير العادية المنعقدة في العاصمة الرياض أمس. وقال: «ما نشهده اليوم في غزة وباقي أرض فلسطينالمحتلة من إبادة جماعية ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق، والاستهداف الممنهج لمظاهر الحياة، من خلال التعرض للأعيان المدنية، ومنع دخول المساعدات الإنسانية، وفرض سياسة التهجير القسري، ومحاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني لمدينة القدس، أمر يستوجب تكاتف المجتمع الدولي لوضع حد لهذه الانتهاكات. وأضاف «على نحو متزامن، ها نحن نشهد اليوم تغول العدوان الإسرائيلي، وتمدده ليطول سيادة الجمهورية اللبنانية، مستهدفاً شعبها وكل من يوجد على أرضها، بما في ذلك قوات اليونيفيل، في انتهاك صارخ للأعراف والقوانين الدولية، الأمر الذي بات يحتم على المجتمع الدولي التضامن مع الجمهورية اللبنانية، وتمكينها من استعادة السيطرة على مؤسساتها، وحماية مواطنيها وأراضيها، وتطبيق قرار مجلس الأمن (1701)». ودعا سموه بتوجيه رسالة واضحة للمجتمع الدولي ومجلس الأمن -على وجه الخصوص- للاضطلاع بمسؤولياتهم، وإعادة الثقة لدور وفعالية مؤسسات المجتمع الدولي التي أصبحت اليوم على المحك، واتخاذ موقف حازم يفضي إلى الوقف الفوري لإطلاق النار، وتوفير الحماية الدولية للمدنيين الأبرياء، وضمان فتح الممرات الآمنة ووصول المساعدات الإنسانية العاجلة، وعدم التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي باعتباره كياناً فوق القانون، أو السماح بأن يسوق على أنه دفاع عن النفس. وجدد سموه دعم دولة الكويت التام لكافة الجهود التي تقوم بها دولة قطر وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأميركية لوقف إطلاق النار، مشيداً بالجهود المبذولة من قبل أعضاء اللجنة الوزارية التي توجت بها أعمال قمتنا السابقة، معرباً عن دعمه للتحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين الذي تقوده المملكة العربية السعودية؛ مشيداً في الوقت ذاته بالخطوات الشجاعة التي اتخذتها عدد من الدول بالاعتراف بدولة فلسطين، ودعا سموه بقية دول العالم بمبادئ العدل والإنصاف والمساواة؛ لاتخاذ خطوات مماثلة، وصولاً إلى تمكين دولة فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة في منظمة الأممالمتحدة. وختم سموه، تُشدد دولة الكويت على موقفها المبدئي الثابت والتاريخي المساند للشعب الفلسطيني الشقيق في نضاله لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ونيل حقوقه السياسية المشروعة كافة، وإقامة دولته المستقلة على أرضه في حدود الرابع من يونيو للعام 1967 وعاصمتها (القدسالشرقية) وفقاً للمرجعيات والقرارات الدولية ذات الصلة.