ألقت تصريحات نسبت الى أحد مستشاري رئيس الحكومة الإسرائيلية ارييل شارون عن أن الأخير مستعد نظرياً لإقامة دولة فلسطينية في غزة و90 في المئة من أراضي الضفة الغربية، ولتسوية حول القدس في إطار اتفاق سلام، بظلال ثقيلة على الحلبة السياسية الداخلية. وفي موازاة ارتباك أوساط شارون على رغم نفيه أقوال مستشاره، بدا أقطاب اليمين كمن وجد ضالته ووقع على فريسته، فانهالوا على شارون بهجوم عنيف، فيما شكك أقطاب اليسار بنيات شارون الحقيقية ورأوا في تصريحات مستشاره محاولة مكشوفة لاستقطاب أصوات من اليسار. وكانت صحيفة"نيوزويك"نشرت قبل أكثر من أسبوع أقوالاً لمستشار شارون لشؤون الاستطلاعات كلمان غاير جاء فيها أيضاً أن شارون لا يرى أنه في حياته سيتجه الفلسطينيون نحو تسوية تشمل التنازل عن حق العودة وإن كان شارون يرى أن إطار التسوية الدائمة سيقوم على انشاء دولة فلسطينية على غالبية أراضي الضفة الغربية وكل أراضي قطاع غزة وتسوية حول القدس"وهذا ما يؤمن به نظرياً". وسرع شارون فنفى"بشدة"ما جاء على لسان مستشاره، قائلاً إن موقفه يقضي بأن تبقى القدس"العاصمة الأبدية لإسرائيل"، وان"خريطة الطريق"هي الخريطة التي ستعتمد عليها إسرائيل في السنوات المقبلة. وتابع أن أقوأل غاير"هراء وسخافات". من جهته، نفى غاير أن يكون أدلى بما نسب اليه، بينما تحدثت وسائل الإعلام العبرية عن"توتر في العلاقات بين شارون ومستشاره منذ انضمام تساحي هنغبي الى حزب"كديما". وكان شارون أعلن مساء أول من امس ان أهم المهمات الاساسية التي تنتظر اسرائيل في السنوات المقبلة"بلورة الطابع اليهودي للدولة من خلال تشجيع هجرة اليهود اليها والتطلع الى تسوية مع الفلسطينيين ترسم حدود اسرائيل". من جانبه، قال الوزير العمالي السابق حاييم رامون الذي التحق أخيراً بحزب"كديما"ان كل عقلاني في اسرائيل يدرك انه لا ينبغي في اطار الحل الدائم مواصلة السيطرة على الاحياء العربية في القدسالشرقية لأن غير ذلك يعني ان القدس"ستكون عاصمة اسرائيل غير اليهودية وغير الصهيونية". واتهم أقطاب"ليكود"واليمين المتشدد شارون بالانزياح الى اليسار وبأن تصريحات مستشاره أفصحت عن حقيقة نظرة شارون الى الامور. وقال بنيامين نتانياهو ان الجميع يدرك الآن ان شارون سيعيد تقسيم القدس ويعيد الفلسطينيين الى حدود العام 1967. وقال رئيس الكنيست رؤوبين ريبلين ان"من اتهم آخرين بتقسم القدس شارون يظهر اليوم ووصمة عار في جبينه". ورأى زعيم"العمل"عمير بيرتس انه مع"حصول اجماع على الحل المنشود للصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، حان الأوان للتفرغ لمعالجة القضايا الاقتصادية والاجتماعية". وقال رئيس حركة"سلام الآن"اليسارية يريف اوبنهايمر ان توجهات شارون في السنوات الأخيرة تمثلت بمزيد من الاستثمار في البناء في المستوطنات في الضفة الغربية وليس الاتجاه الى حلول وسط وتفاهمات حول قضية القدس.