فتحت الشرطة الإسبانية في جزيرة مايوركا تحقيقاً في آذار مارس الماضي، بعدما تحدثت صحيفة محلية عن طائرات تابعة لوكالة الاستخبارات الأميركية سي آي أي تستخدم بانتظام مطار الجزيرة الدولي. نتيجة لذلك، أمر قاض في العاصمة المحلية بالما أخيراً، بإرسال نتائج تحقيق الشرطة إلى المحكمة الوطنية الإسبانية، للنظر في ما إذا كانت"سي آي أي"تنقل جواً عبر مايوركا مشتبه في انتمائهم إلى الإرهاب، في إطار ما يسمى برنامج تسليم المعتقلين الذي أوجدت الولاياتالمتحدة عبره إجراءات ترحيل تمكنها من نقل مئة مشتبه به على الأقل إلى بلد ثالث حيث تعرض بعضهم للتعذيب، بحسب اتهامات جماعات حقوق الإنسان ومعتقلين سابقين. وتعتبر إسبانيا ثالث دولة أوروبية تفتح تحقيقاً قضائياً في انتهاكات ارتكبتها"سي آي أي"عبر عمليات ترحيل المعتقلين السريين بعد ألمانيا وإيطاليا اللتين طالبتا يوم الجمعة الماضي، بترحيل 22 شخصاً يقال إنهم عملاء لدى وكالة الاستخبارات المركزية وعلى علاقة باختطاف رجل دين مصري في ميلانو عام 2003. يذكر أن مجلس الاتحاد الأوروبي أطلق الأسبوع الماضي تحقيقات في تقارير عن سجون سرية أقامتها"سي آي أي"في أوروبا الشرقية لاعتقال مشتبه بهم. في غضون ذلك، زار مسؤولون في منظمات صحية أميركية قاعدة غوانتانامو العسكرية في 19 تشرين الأول أكتوبر الماضي، بعد لقائهم أطباء نفسيين عملوا مستشارين خلال الاستجوابات التي أجريت في الخليج الكوبي، ونتج من الزيارة سجال بين الخبراء في شأن أخلاقيات الأطباء عند ممارسة مهنتهم. وأكد أطباء مشاركون أن الجدل نشأ حول مائدة الغداء في قاعدة أندروز الجوية بعد العودة من كوبا، عندما ظهرت مخاوف من أن يكون الأطباء النفسيون تحديداً، أرشدوا المحققين الحكوميين في غوانتانامو والعراق وأفغانستان إلى كيفية التأثير في التصرف الإنساني لتحطيم إرادة السجناء، وفقاً لما ذكرت صحيفة"واشنطن بوست"في عددها الصادر أمس. وعلى رغم تأكيد الإدارة الأميركية عدم تساهلها مع التعذيب أو ممارسته، أفادت دوريات طبية وفي مقدمها مطبوعة"نيو انغلاند"الطبية، أن أطباء وعلماء نفس انتهكوا قسم أبوقراط خلال استجواب المعتقلين بطلب من الحكومة الأميركية"ليصبحوا"شركاء في التعذيب". وتوصل اتحاد الأطباء النفسيين الأميركيين في نهاية الأسبوع إلى خلاصة تحرّم مشاركة المعالجين النفسيين في استجوابات وتهديدات وإهانات وتجريد من الأحاسيس أو رفع نسبة التوتر لدى المعتقلين وتهويلهم بحسب رئيس الاتحاد ستيفن شارتشتين.