قبل أيام قليلة من بدء الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة و4 مستوطنات شمال الضفة الغربية، أعلنت"كتائب عزالدين القسام"، الجناح العسكري ل"حركة المقاومة الاسلامية"حماس، رفضها إلقاء سلاحها، مشددة على ان دور المقاومة لم ينته ما دام الاحتلال مستمراً. وتحدثت عن برنامج عملها لمرحلة ما بعد الانسحاب، مؤكدة أنها ستغير وسائل القتال وستركز عملياتها في الضفة. راجع ص4 جاء ذلك في وقت أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ان اسرائيل لن تبقي كل مستوطنات الضفة تحت سيطرتها، مضيفاً في حديث لصحيفة"يديعوت أحرونوت"ان الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة ومحيط القدس وغور الأردن ستبقى تحت السيطرة الإسرائيلية، وان مصير المستوطنات المبعثرة في الضفة سيُبت في المرحلة الأخيرة من مفاوضات الحل النهائي مع الفلسطينيين. ورغم ان موقف شارون من مستوطنات الضفة ليس جديداً، إلا أن تكراره غداة التظاهرة الحاشدة ضد الانسحاب وقبل يومين على تظاهرة مماثلة، يحمل رسالة واضحة لليمين الاسرائيلي بأنه متمسك بخطة الانسحاب وفق رؤيته الخاصة. ومما يعزز هذا التوجه تأكيده انه"من غير الوارد طلب الصفح"من المستوطنين بسبب اخلائهم من غزة، وقوله:"لست نادماً على شيء، وحتى لو علمت مسبقاً بحجم المعارضة الشعبية للانسحاب لكنت تمسكت به". في غضون ذلك، حدد أحد القادة الميدانيين ل"كتائب القسام"أحمد الغندور الخطوط العريضة لبرنامج عمل الكتائب في المرحلة التالية للانسحاب الاسرائيلي من غزة، معتبراً أولاً ان"السلاح قضية مقدسة... وغير قابلة للتفاوض"، وهو أيضاً ما أكده القيادي في الجناح السياسي للحركة محمود الزهار الذي اعتبر ان المطالبة بنزع سلاح الحركة"جريمة". وبعدما أكد الغندور ان عناصر الكتائب"لن تنخرط في أجهزة الأمن"، لكنها"ستغير وسائل القتال وستركز عملياتها في الضفة"، قال إن الكتائب لن تبادر الى شن أي هجوم اثناء الانسحاب الاسرائيلي، لكنها"سترد على أي فعل يقوم به العدو".