طالب العراق رسمياً، امس، سورية بالتوقف عن"ارسال الدمار"الى اراضيه عبر حدودهما المشتركة، في حين استمر الهجوم الاميركي العراقي على مدينة تلعفر المحاذية لهذه الحدود والتي فر منها المسلحون عبر شبكة انفاق، وفتح الجيش الاميركي جبهة جديدة في الرطبة بمحافظة الانبار مستهدفاً عناصر من تنظيم"القاعدة"قال انهم ينشطون فيها. راجع ص 2 و 3 وحمل وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي بعنف على دمشق في مؤتمر صحافي وأكد انها مسؤولة عن تسلل مئات المقاتلين العرب الى بلاده. وزاد"اقول لجيراننا الاعزاء ان يتقوا الله في انفسهم ويكفيهم ارسال دمار الى العراق". واضاف ان"مناطق حصيبة والرطبة والرمانة وغيرها اصبحت رهينة بيد الارهابيين الذين قدموا من كل بقاع الارض ولم يجدوا بوابة مريحة يدخلوا منها الى البلاد الا سورية". واعتبر ان"المشكلة الحدودية التي تواجهنا مع السوريين على حدود طولها 615 كلم هي ان كل التسلل القاتل المرعب المميت يأتينا من هذه الحدود"، مضيفاً"تلك البوابة البائسة التي تمنينا ان تكون بوابة خير باتت علينا مدخل شر". واكد الدليمي"اذا كانت هناك نية لدى الجانب السوري لجعل الحدود معنا بوابة لادخال الاشرار فليس بامكاني وضع جندي في كل متر، ولكن سنجد الحل الشافي لهذه المشكلة مع نهاية العام"، من دون ان يقدم تفاصيل اضافية. من جهة أخرى، أعلن الدليمي مقتل 15 مسلحاً في اليوم الثاني من العمليات في تلعفر والعثور على"معمل لتصنيع المتفجرات والعبوات الناسفة بتقنية عالية". واضاف"هذا أمر غريب بالنسبة الى مدينة صغيرة ويدل على وجود أيد غريبة كان لها دور في ذلك". واشار الوزير العراقي الى العثور على"18 مخبأ للاسلحة تحتوي على كميات كبيرة تستطيع تدمير مدينة تفوق تلعفر بعشر مرات". واضاف"انها مخازن تعمل على تسريب الاسلحة الى مناطق اخرى في العراق". وتابع"دخلنا عدداً من المناطق التي احتلت سابقاً واخذ سكانها رهائن من جانب الارهابيين. واستطاعت قواتنا الوصول الى مناطق مثل السراي وحي البعث والقادسية"داخل تلعفر. وأكد وزير الدفاع انه"بعد الانتهاء من عملية تلعفر ستنطلق عملية في مناطق البعاج وسنجار وربيعة والقائم نزولاً الى الفرات". وحذر"الذين يوفرون المأوى للارهابيين"ب"التوقف عن ذلك، وطرد الارهابيين وإلا فاننا سنقطع أيديهم وألسنتهم ورؤوسهم كما فعلنا في تلعفر". وكان الدليمي صرح أول من أمس:"اقول لاهلنا في القائم وسامراء والرمادي نحن قادمون ولن يكون هناك مخبأ للارهابيين ومصاصي الدماء". في هذا الوقت، بدأ الجيش الاميركي أمس عملية"الزوبعة"في الرطبة بحثاً عن عناصر من تنظيم"القاعدة"، واعلن ان عملياته في تلعفر ستنتهي قبل الخميس المقبل، مشيراً الى فرار المسلحين عبر أنفاق حفروها تحسباً لدخول القوات المشتركة، فيما هددت مجموعة مسلحة على علاقة بتنظيم"القاعدة"في بيان نشرته على شبكة الانترنت باستخدام اسلحة كيماوية ضد القوات الأميركية والعراقية اذا لم يتوقف الهجوم على تلعفر. في غضون ذلك، توالت المواقف الداخلية المنددة بالعمليات في تلعفر والتي اعتبر"الحزب الاسلامي"و"المؤتمر العام لاهل السنة"أنها تهدف الى"اجهاض مشاركة العرب السنة في العملية السياسية". وقتل امس جنديان اميركي وبريطاني واصيب 12 عراقياً بهجمات، وعثر على 6 جثث فيما هددت مجموعة عراقية مسلحة بقتل لبناني مخطوف لديها تتهمه بالعمل لحساب شركة توزيع مشروبات كحولية"تتعامل مع المحتل".