يصل اليوم إلى جدة دعاة الإصلاح الذين أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قراراً بالعفو عنهم، وهم عبدالله الحامد ومتروك الفالح وعلي الدميني وعبدالرحمن اللاحم، لمقابلة الملك عبدالله وشكره للعفو عنهم ولإطلاقهم. والتقت"الحياة"في الظهران، الشاعر علي الدميني الذي بدا وهو يتمايل مع إيقاعات"موال بحري"، أثناء احتفالية أقيمت خصيصاً له لمناسبة العفو عنه. وقال الدميني ل"الحياة":"شعوري كما يشعر السعوديون، ويحدوني أمل كبير بالملك عبدالله، إذ يشكل مرحلة متطورة من مراحل بناء الدولة وتحديثها، واستكمال مؤسساتها. أنا مثل أي مواطن سعودي شريك في هذه المسيرة الخيّرة، ونؤكد اعتزازنا بالقيادة والتفافنا الصادق حولها". وتحدث عن فترة سجنه، مؤكداً أنه لم ينقطع عن متابعة الشأن العام المحلي والعربي والدولي، وقال:"كانت الصحف ومعظم الإصدارات المحلية تصل إلينا، إضافة إلى تلبية طلباتنا من الكتب". وتابع:"طلبنا بعض الكتب من مكاتبنا الشخصية، وركزت في ما طلبته على كتب ذات طابع ثقافي عام". وأشار إلى أنه سبق أن قرأ بعضها وأعاد قراءة كتب محمد الجابري. ولم يكن الدميني بعيداً عن الحال الشعرية التي ساهمت في تكوين شخصيته، إذ حصل على ديوان شعر عبدالله البردوني صدفة، وقرأ أيضاً ديوان محمود درويش"لا تعتذر عما فعلت". وكتب في سجنه ثلاث قصائد قال انها"غير مكتملة الشروط الفنية، لكنها تعبر عن الحال التي كنت فيها، وكانت أحداها موجهة إلى حارس السجن". وأوضح أنه لم يكن في سجنه منقطعاً عن ذويه، بل كانت عائلته تزوره أسبوعياً لمدة ساعة، وكل أسبوعين لسبع ساعات، وكان يحظى باتصال هاتفي مرة كل أسبوع، أتاح له سماع أخبار أهله وأصدقائه. الى ذلك، وصف الدكتور عبدالله الحامد، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بأنه"رجل المرحلة التجديدي"، ونوّه برعايته الحوار الوطني واهتمامه بقضايا المرأة، بقوله:"هو لها أهل، فهو رجل الإصلاح الأول، شفاف وصادق وصريح"، موضحاً ان المرحلة تتطلب"الإقدام"و"الجرأة المدروسة". وأضاف:"نريد أن تخطو عجلة الإصلاح في شكل أسرع". وأوضح عامر، نجل متروك الفالح ل"الحياة"أن أسرته كانت تتوقع الإفراج عنه بعد تولي الملك عبدالله الحكم"فالأمر أصبح حقيقة"، وزاد:"الملك عبدالله صاحب مواقف إصلاحية معروفة".