افاد تقرير ناتج من تحقيق اجري بناء على طلب المجلس الاوروبي عن رحلات جوية سرية لوكالة الاستخبارات المركزية "سي آي أي" في القارة، ان معلومات جمعت عن احتمال "خطف" اشخاص ونقلهم الى بلدان اخرى، خارج اطار الاجراءات القانونية المعتمدة. لكن النائب السويسري ديك مارتي الذي كلف وضع التقرير، اعاد تأكيد عدم وجود ادلة على اقامة "سي آي أي" مراكز اعتقال في اوروبا، "في حين يبقى احتجاز المشتبه بهم فترات قصيرة، امراً غير مستبعد". وكان فرانكو فراتيني، مفوض العدل والشؤون الداخلية في الاتحاد الاوروبي، اعلن اول من امس انه طالب مفوض شؤون النقل جاك بارو تزويد مارتي وثائق منظمة سلامة الملاحة الجوية "يوروكونترول" التي تتخذ من بروكسيل مقراً لها، وايضاً مساهمة مفوضة الشؤون الخارجية بينيتا فيريرو - فالدنر في توفير صور التقطت بالاقمار الاصطناعية عن نشاطات قاعدتين مشبوهتين شمال شرقي بولندا وشرق رومانيا، وذلك من مرصد توريخون دي اردوز في اسبانيا. واشار فراتيني الى ان لا ادلة واضحة عن وجود مراكز اعتقال سرية في اوروبا، مؤكداً كذلك "ضرورة احترام صدقية الحكومات الاوروبية التي نفت أي تورط لمسؤوليها في نشاطات مشبوهة مماثلة". تجمع غوانتانامو في غضون ذلك، تجمع نحو 25 ناشطاً اميركياً ينتمون الى جمعية "شاهد ضد التعذيب" ويتنس اغينست تورتشر منذ اول من امس، امام مركز الاعتقال العسكري الاميركي في قاعدة غوانتانامو في كوبا، لادانة ظروف الاعتقال فيه. وقطع المتظاهرون سيراً على الاقدام خلال بضعة ايام، مسافة ثمانين كيلومتراً تفصل بين مدينة سانتياغو الكوبية والحاجز العسكري الذي يقطع الطريق المؤدية الى القاعدة الاميركية. ونصبوا الخيم قرب الحاجز وقرروا الصيام واقامة صلوات، مطالبين الرئيس الاميركي جورج بوش بالسماح لهم بزيارة المعتقلين. وقالت الاخت آن مونغوميري 79 عاماً: "ما يجري في غوانتانامو يجرد السجناء والحراس وجميع المشاركين في الحرب من انسانيتهم". ونالت مجموعة المتظاهرين دعم مركز الحقوق الدستورية منظمة الحقوقيين الاميركيين التي تشدد على عدم شرعية وسائل الاعتقال التي تعتمدها الحكومة الاميركية. وفي واشنطن، ابدى الرئيس الاميركي جورج بوش قناعته بالتوصل الى اتفاق حول اساليب استجواب السجناء الذين يشتبه بأنهم ارهابيون، والتي اقترحها السيناتور الجمهوري جون ماكين الذي يريد تحريم التعذيب كلياً. وقال: "نعتقد اننا قادرون على معرفة المعلومات التي يملكها الارهابيون المزعومون الذين يستهدفوننا باستمرار من دون تعذيبهم". وكان البيت الابيض حاول منع تصويت الكونغرس على تعديل اقترحه ماكين لحظر قيام اي عسكري او عنصر استخبارات بممارسات "غير انسانية" في حق سجناء، علماً انه اراد استثناء عناصر الاستخبارات من هذا الاجراء.