بدأ العراقيون في الخارج أمس بالادلاء بأصواتهم في المرحلة الثانية من الانتخابات التشريعية لاختيار مرشحيهم الى الجمعية الوطنية البرلمان لفترة تشريعية كاملة للمرة الأولى منذ سقوط نظام الرئيس صدام حسين. وفتحت المفوضية العليا للانتخابات مئة مركز اقتراع في 47 مدينة في 15 دولة اجنبية. وسيتم اعلان نتائج الانتخابات في الخارج من بغداد، ولن يتم الاعلان عن اعداد المقترعين قبل الخميس آخر موعد للتصويت. - أعلن المسؤول في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق عادل اللامي في مؤتمر صحافي في قصر المؤتمرات وسط بغداد ان"العملية الانتخابية للعراقيين خارج بلادهم بدأت الثلثاء وستستمر لمدة ثلاثة ايام لغاية 15 كانون الاول ديسمبر الحالي في 15 دولة اجنبية من استراليا وحتى الولاياتالمتحدة". واوضح اللامي ان"الانتخابات تجرى في 47 مدينة وفتحت المفوضية مئة مركز للاقتراع"، موضحاً ان"عملية الانتخاب انتهت الاثنين في مقرات قوات الجيش والامن العراقي والمستشفيات والمعتقلات العراقية". ووصف سير العملية الانتخابية التي جرت الاثنين بأنها"كانت ناجحة وتمت بنجاح كبير واقبال جيد على صناديق الاقتراع". وعن المراقبيين العراقيين والدوليين لسير العملية الانتخابية التي ستجرى غداً الخميس، قال اللامي ان"214 الفا من الوكلاء التابعين للكيانات السياسية و800 مراقب دولي و112 مراقبا من منظمات المجتمع المدني العراقي في عموم العراق يراقبون سير العملية الانتخابية". واكد ان المفوضية استكملت كل الاستعدادات بسير العمل في مراكز الانتخاب ال 6200. وبدأ العراقيون التوافد الى مراكز الاقتراع أمس في الدول ال 15 وهي الاردن وايران وسورية ولبنان وكندا والنمسا واستراليا والمانيا وتركيا والولاياتالمتحدة والسويد والدنمارك وبريطانيا وهولندا والامارات العربية المتحدة. ويقدر عدد العراقيين المقيمين في الخارج بنحو اربعة ملايين شخص بينهم مليون ناخب. وقال عضو المفوضية فريد أيار إن اختيار الدول التي افتتحت فيها مراكز انتخابية لم يتم على أساس وجود إحصاءات رسمية بعدد العراقيين الموجودين فيها، ذلك لأن أية دائرة رسمية عراقية لا تمتلك معلومات دقيقة عن عدد العراقيين في أي دولة من دول العالم . وأعلنت حمدية الحسيني رئيسة لجنة الانتخابات خارج العراق"ان استراليا اول دولة بدأت الاقتراع بسبب فارق التوقيت"تلاها الاردن ولبنان وسورية وتركيا والامارات. وأوضحت ان عدد المقترعين الذين سجلوا في الانتخابات الماضية كان 279 ألفاً، وان عدد من ادلوا بأصواتهم كان 250 ألفاً، مضيفة ان المفوضية تتوقع ان يتضاعف العدد هذا العام لعدم وجود مقاطعة. واضافت الحسيني"القانون يمنح كل من يحمل الجنسية العراقية حق التصويت... كل شخص يثبت انه عراقي ... لا اعرف ولا اتحقق من جنسيته الاصلية واسمح له بالتصويت". ويتحتم على العراقيين الراغبين في الادلاء بأصواتهم ابراز واحدة من الوثائق الثبوتية ال14 التي تجيز بها السلطات العراقية وبينها جواز السفر واخراج القيد. ووظفت المفوضية اكثر من 5000 شخص للعمل في مراكز الاقتراع i`i في الخارج مع اعتماد 2000 مراقب دولي للانتخابات. وكانت المفوضية قررت إجراء الانتخابات للعراقيين في الخارج على مدى ثلاثة أيام على خلاف الانتخابات العامة في أنحاء العراق والتي ستجرى في يوم واحد. ويهدف هذا الإجراء الى إتاحة الفرصة أمام العراقيين المقيمين في دول بعيدة للانتقال إلى الدول ال 15 التي افتتحت فيها مراكز انتخابية. وسيتم اعلان نتائج الانتخابات في الخارج من بغداد اذ سيتم فرز الاصوات في كل دولة ثم نقل النتائج الى العراق. ولن يتم الاعلان عن اعداد المقترعين قبل الخميس آخر موعد للتصويت، وذلك"لابقاء الرقم النهائي مفاجئاً"، بحسب الحسيني. ويقدر عدد العراقيين الذين يحق لهم الانتخاب في الاردن بما بين 400 الف و700 الف شخص، بحسب اللجنة الانتخابية للعراقيين في الخارج. وفي العاصمة الاردنية تدفق العراقيون الى مراكز الاقتراع العشرة في ظل تدابير امنية مشددة. وقالت الحسيني ان"الامور تسير كما هو مخطط لها والوضع الامني مستتب. وتمنت"نجاح العملية الانتخابية لانها اول تجربة انتخابات في المنطقة على هذا المستوى من دون اي معونة من اي خبرة اجنبية وبكادر عراقي خالص". وفي الامارات العربية المتحدة سجل 16 ألفا و600 عراقي على لوائح الاقتراع، واقيم مركز للاقتراع في مدينة الشيخ زايد الرياضية في العاصمة ابو ظبي فيما انشئ مركز آخر في مدينة دبي. ويخضع المقترعون لعمليات تفتيش دقيقة الكترونيا ويدويا ويلزمون بوضع كل ما يحملونه في آلة الكشف المخصصة لرصد المتفجرات. ولم يسمح للصحافيين الذين لا يحملون تصريحاً خاصاً بدخول مراكز الاقتراع. وفي دبي، نصبت خيمة كبيرة في ساحة خالية ولوحظت فيها نسبة اقبال اكبر من تلك التي سجلت في العاصمة. وفي سورية تدفق العراقيون أمس الى احد عشر مركز اقتراع، بينها 10 مراكز في دمشق وواحد في حلب. وقال عمر العلوي المسؤول الاعلامي عن تنظيم الانتخابات في سورية ان"الاجواء الامنية جيدة والسلطات السورية تقوم بواجبها على اكمل وجه وبشكل جيد". وفي بريطانيا أقبل العراقيون على التصويت في لندن ومانشستر. وكان الاقبال على التصويت في لندن متوسطاً، فيما كان المشهد في الخارج حماسياً حيث تجمع شبان أكراد أمام مركز الاقتراع في ويمبلي بثيابهم التقليدية وعقدوا حلقات دبكة ورقص شعبي.