فيما شارك ستة نواب سوريين، بينهم خمسة يمثلون حزب"البعث"الحاكم، في الاشراف على الانتخابات العراقية في الأراضي السورية، اخترق عدد محدود من"بعثيي"العراق قراراً شفوياً بالمقاطعة وسط اجراءات أمنية رسمية وخاصة. وكان البرنامج الدولي اختتم أمس عملية تصويت العراقيين في سورية بمشاركة ثلثي الذين سجلوا اسماءهم للتصويت بين 17 و23 الجاري البالغ 16561 عراقياً. وكان بين الذين صوتوا أمس نحو ألف عراقي جاؤوا في باصات من العراق ولبنان. ولم يفاجأ مدير البرنامج الدولي للانتخابات العراقية في سورية لويس مارتينيز بيتانزوس بالإقبال الضعيف للعراقيين على تسجيل اسمائهم، رغم انه اتخذ اجراءات لاستقبال نحو مئة ألف مقترع في 71 محطة انتخابية اقيمت في عشرة مراكز. ويعود ضعف الإقبال الى أسباب عدة، بينها الخوف الموروث من النظام العراقي السابق، وان عدداً من الموجودين بعثيون، والتأخر في توقيع مذكرة التفاهم بين سورية ومنظمة الهجرة الدولية، واقتصار مراكز الاقتراع على دمشق دون باقي المحافظات، وعدم رغبة آخرين في كشف أماكن وجودهم، لأن اقامة بعضهم غير شرعية، ولاعتقاد الكثير بأن تصويتهم سيضعف حصولهم على لجوء في دول أجنبية، ذلك ان نحو 20 ألفاً مسجلون في"المفوضية السامية لشؤون اللاجئين"، إضافة الى اشاعات بوجود سيارات مفخخة تستهدف مراكز التصويت وعدم خبرتهم الكاملة بآلية الانتخاب مع ان البرنامج الدولي خصص 200 ألف دولار للحملة الدعائية من اصل اجمالي الموازنة البالغة 2.5 مليون دولار. وفيما شارك نحو 80 ديبلوماسياً يمثلون 12 سفارة، بينها سفارتا الكويت وايران، في مراقبة سير عمليتي التصويت والتسجيل، علمت"الحياة"أمس أن النواب البعثيين السوريين خالد نجاتي ومحمد حلاق ومي مهايني وحمزة منذر وجاد الله خضور والنائب عن"الحزب السوري القومي الاجتماعي"جوزف سويد حصلوا على كتاب من رئيس مجلس الشعب البرلمان السوري محمود الابرش ل"الاشراف على الانتخابات". وقال سويد إلى"الحياة"إن الاجراءات كانت"دقيقة ونظامية"وان الابرش"استجاب طلب الاتحاد البرلماني الدولي المشاركة في رقابة الانتخابات"، بعدما أشار إلى ان"الاستجابة السورية تندرج في اطار الحرص على انجاح كل ما يفيد الشعب العراقي، حيث لاحظنا ان سورية وضعت كل الامكانات لانجاح العملية الانتخابية". وقالت مديرة مدرسة المزة بدية درويش إلى"الحياة"إن دورها كان"تقديم كل الخدمات المطلوبة"، مشيرة الى انها لم تفاجأ لدى سماعها زغاريد وأغاني من قبل عراقيين جاؤوا للتصويت وبينهم المطرب سعدون جابر والشاعر الناقد مظفر النواب. وقالت:"انني مسرورة لأنهم مسرورون. ولدينا في سورية الشيء نفسه". وجرت عملية التصويت في عشرة مراكز، حيث اقيمت اجراءات أمنية رسمية على مسافة بعيدة من المراكز لمنع دخول سيارات بعد تردد اشاعات عن وجود سيارات مفخخة ل"ردع العراقيين عن التصويت". وتكفلت شركة"جاد للخدمات الأمنية"الخاصة حماية ابواب المدارس الرسمية السورية التي اعدت للتصويت.