فيما ابلغ رئيس اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال دان حالوتس لجنة الخارجية والامن البرلمانية امس ان اسرائيل قررت تعليق الاتفاق الموقع مع الفلسطينيين حول"الممر الآمن"بين قطاع غزةوالضفة الغربية الذي كان مقرراً دخوله حيز التنفيذ غداً الخميس، قال القنصل العام الاميركي في القدس جيك والاس امس ان واشنطن قدم اقتراحات عدة الى الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني حول تسيير موكب حافلات للمسافرين الفلسطينيين بين الضفة الغربية وقطاع غزة. وتأتي الاقتراحات الاميركية بعدما توسطت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في اتفاق المعابر في تشرين الثاني نوفمبر الماضي. وقال والاس ان الجانب الاميركي الذي أشرف على اتفاق المعابر في غزة والضفة يعمل حالياً مع الطرفين من اجل استئناف المحادثات حول الاتفاق الذي يقضي ببدء تسيير قوافل من الحافلات بين قطاع غزةوالضفة الغربية غداً الخميس. وكانت اسرائيل جمدت الاتصالات مع الجانب الفلسطيني حول تسيير مركبات بين قطاع غزة والضفة عبر ممر أمن احتجاجاً على العملية الانتحارية التي نفذتها حركة الجهاد الاسلامي في مدينة نتانيا الاسرائيلية قبل اسبوعين وقتل فيها خمسة اسرائيليين. واذا ما فتح الممر الآمن فستكون هذه هي المرة الثانية التي يفتتح فيها هذا الممر بعد ان فتح لأيام قليلة في عام 1996. واشار والاس الى ان الجانب الاميركي طرح ايضاً آليات لحل الاشكالات بين الجانبين في ما يتعلق بالموكب أو قوافل الحافلات التي ستقل مسافرين بين الضفة والقطاع. ولكنه رفض الافصاح عن هذه الآليات أو الافكار التي طرحها الاميركيون من اجل تنفيذ الاتفاق في الوقت المحدد له يوم غد. وزار المنطقة مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ديفيد ويلش الاسبوع الماضي في محاولة منه لتضييق الهوة بين الطرفين واقناعهما بتنفيذ الاتفاق في المهلة المحددة في الاتفاق. وأبلغ قائد الجيش الاسرائيلي الجنرال دان حالوتس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية أمس ان اسرائيل قررت"في هذه المرحلة"تعليق الاتفاق مع الفلسطينيين حول"الممر الآمن"بين قطاع غزة ومصر الذي كان مقرراً دخوله حيز التنفيذ غداً الخميس. وقال حالوتس انه رغم التوقيع على اتفاق رسمي بهذا الشأن، في حضور وزيرة الخارجية الأميركية، إلا أن الجيش الاسرائيلي"علق التفاهمات إزاء عدم بذل الفلسطينيين جهداً لوقف تهريب الأسلحة من مصر الى القطاع وعدم العمل بجدية لوقف اطلاق قذائف القسام"على بلدات جنوب اسرائيل. وأضاف انه"طالما تواصل اطلاق"القسام"و"ارهاب الجهاد الاسلامي"فيما السلطة الفلسطينية لا تتخذ اجراءات حقيقية فإنه لن يتم تسيير القوافل". على صلة، أفاد مسؤول عسكري كبير لم يشأ الكشف عن اسمه ان"الجهاد الاسلامي"نفذت 72 في المئة من العمليات والهجمات ضد اسرائيل خلال العام الحالي فيما بلغت نسبة العمليات التي نفذتها"حركة المقاومة الاسلامية"حماس 5 في المئة. وأضاف ان انخفاضاً بنسبة 55 في المئة طرأ على عدد"ضحايا العمليات الفلسطينية من الاسرائيليين"وأن انخفاضاً كبيراً سجل على عدد الشباب الفلسطينيين المستعدين للقيام بعمليات انتحارية. الى ذلك، أضاف المسؤول ان تهديدات"الارهاب الدولي"ضد اسرائيل تستدعي نشاطات استخبارية للتغلب على نقاط الضعف، خصوصاً على الحدود المصرية - الاسرائيلية والمصرية - الفلسطينية. ووصفت السلطة الفلسطينية تنصل اسرائيل من"اتفاق رايس"الذي ينظم فتح المعابر في قطاع غزة والممر الآمن بين القطاع والضفة الغربية بأنه"خرق فاضح للاتفاق". واعتبر رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات تصريحات رئيس هيئة أركان الجيش الاسرائيلي حول قرار اسرائيل تعليق العمل في الممرّ الآمن"خرقاً فاضحاً لاتفاق رايس"الذي أبرمته بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي في الخامس عشر من الشهر الماضي. وقال ان السلطة الفلسطينية تواصل اتصالاتها مع الادارة الاميركية واللجنة الرباعية الدولية من أجل التدخل لإلزام اسرائيل بتنفيذ الاتفاق وما عليها من استحقاقات بموجبه.