قبل أيام على المؤتمر الذي ستعقده الدول المانحة للفلسطينيين في لندن الاربعاء المقبل للبحث في اوضاع قطاع غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي منه، اجتمع مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ديفيد ولش مع وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني الدكتور صائب عريقات وبحث معه في قضايا التهدئة والانتخابات الفلسطينية والمعابر. وقال عريقات ل"الحياة"ان ولش دعا السلطة الفلسطينية الى تحمل مسؤولياتها الامنية وطلب منها تثبيت مسألة السلاح الواحد والسلطة الواحدة وسيادة القانون، كما شدد على ان الادارة الاميركية ترفض اي اجراء على الارض من شأنه ان يستبق المفاوضات النهائية، وتعهد ان تبذل كل جهد ممكن لإجراء الانتخابات الفلسطينية من دون عراقيل. وفي شأن الممر الآمن بين قطاع غزةوالضفة الغربية، قال عريقات ان ولش دعا الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الى التزام الاتفاق الذي توصلت اليه وزيرة الخارجية كونداليزا رايس والذي بات يعرف ب"اتفاق رايس". ونقل عنه دعوته الفلسطينيين الى التزام الاتفاق في شأن معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر، ودعوته اسرائيل الى التزام الاتفاق في شأن الممر الآمن والذي يقضي بتشغيله في 15 الشهر الجاري. وكانت اسرائيل اعلنت اول من امس تجميد المفاوضات الخاصة بقوافل الباصات في الممر الامن، وذلك بعد عملية انتحارية ادت الى مقتل خمسة اسرائيليين الاثنين في نتانيا شمال تل ابيب. واوضح عريقات انه أثار مع ولش قضايا عدة على رأسها التصعيد العسكري الاسرائيلي الاخير الذي تمثل بعمليتي الاغتيال في غزة، وحضه على تثبيت الهدنة لما فيها من مصلحة للجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. واضاف انه بحث معه ايضا في اجراء انتخابات تشريعية فلسطينية نزيهة وحرة يشارك فيها المقدسيون، اضافة الى وقف بناء الجدار وقضية الاسرى والمطاردين. وكان ممثلو اللجنة الرباعية الدولية الخاصة بالشرق الاوسط اجتمعوا امس في القدس لدرس سبل تحريك الاتصالات الفلسطينية - الاسرائيلية في مسائل تتعلق بحرية الحركة في الممر الامن، وعودة التهدئة، والانتخابية الفلسطينية. وقالت ناطقة باسم المبعوث الخاص للامم المتحدة الفارو دي سوتو لوكالة"فرانس برس"ان ولش والمبعوث الاوروبي الى الشرق الاوسط مارك اوتي ونظيره الروسي الكسندر كالوغين ودي سوتو، عقدوا الاجتماع في مقر الاممالمتحدة في القدس. واضافت ان المشاركين درسوا خصوصاً"تطبيق اتفاق رايس"، كما ناقشوا الانتخابات الفلسطينية و"التطورات الاخيرة على الارض". من جهة اخرى، تشهد لندن الاسبوع المقبل مؤتمرين دوليين يتعلقان بالفلسطينيين، الاول يعقده البنك الدولي الثلثاء بالتعاون مع وزارة المال البريطانية تحت عنوان"تحفيز النمو الاقتصادي في الضفة الغربية وقطاع غزة من خلال القطاع الخاص". ويشارك في المؤتمر وزير الاقتصاد الفلسطيني مازن سنقرط ووزير المال البريطاني غوردون براون والمدير العام لوزارة المال الاسرائيلية جوزيف بشار، ومسؤولون في البنك الدولي على رأسهم مسؤول البنك في الضفة وغزة نايجل روبرتز. اما المؤتمر الثاني، فهو مؤتمر الدول المانحة للمساعدات للفلسطينيين والذي يعقد الاربعاء برعاية بريطانية - نروجية. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة"امس ان المؤتمر سيناقش التقرير الذي سيصدره البنك الدولي في شأن اداء السلطة واسرائيل بعد الانسحاب من غزة، وسيقرر ان كان اجتماع الدول المانحة سيعقد في آذار مارس المقبل من اجل جمع تبرعات للفلسطينيين. واضافت المصادر ان الاجتماع سيبحث في القضايا العالقة المترتبة عن الانسحاب الاسرائيلي من غزة، ومن بينها موضوع المعابر والممر الامن، كما سيبحث في موضوع الانتخابات الفلسطينية حيث يتوقع ان يشيد المجتمعون بأداء السلطة في هذا الصدد. ويشارك في الاجتماع ممثلون عن الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي والمملكة العربية السعودية ومصر والاردن وسورية واليابان وكندا وتونس واسرائيل واللجنة الرباعية وصندوق النقد الدولي.