توالت الإدانات الدولية أمس لاغتيال النائب جبران تويني ناشر ورئيس مجلس الإدارة والمدير العام لصحيفة"النهار". ووجه الرئيس الفرنسي جاك شيراك رسالة إلى زوجة النائب السيدة سهام تويني، ضمنها تعازيه وتعاطفه، وقال:"أنحني أمام ذكرى جبران تويني والضحايا الآخرين الذين ضحوا بحياتهم في سبيل حرية لبنان"، مضيفاً:"هذا القدر من المآسي لا يمكن أن يذهب سدى"وأن"لبنان ليس وحده، وأصدقاءه معبأون والأسرة الدولية مدركة مسؤولياتها". وتابع أن اغتيال تويني"مناسبة لمضاعفة الجهود من اجل التطبيق الكامل لقرارات مجلس الأمن"، مؤكداً جاهزية السلطات الفرنسية"للمساعدة وتلبية الطلبات التي تصدر عن الحكومة اللبنانية". وأبدى في جملة أضافها على رسالته بخط اليد تأكيده لزوجة تويني"تعاطفه الكبير في هذه المحنة المأسوية". وزار السفيران الأميركي جيفري فيلتمان والفرنسي برنار إيمييه مقر الصحيفة في وسط بيروت لإعلان استنكارهما لجريمة الاغتيال. ودان وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي"بحزم كبير"الاعتداء، وأكد في بيان نشر في بروكسيل خلال اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي أن"المجتمع الدولي يقف موحداً وعازماً إلى جانب لبنان في هذه المرحلة المصيرية لمستقبله". بدورها، شجبت الرئاسة البريطانية للاتحاد الاوروبي بشدة الاغتيال. وقدم وزير الخارجية البريطاني جاك سترو تعازيه لعائلات الضحايا، وأشاد بتويني ووصفه بأنه"مدافع عن حقوق الإنسان والحرية التي يناضل من اجلها شعب لبنان"، معبراً عن"القلق العميق الذي انتاب الاتحاد الأوروبي من الحلقة الأخيرة من سلسلة الهجمات التي تستهدف أنصار الديموقراطية اللبنانية"، رافضاً كل أشكال العنف السياسي. وقدم دعم بلاده الكامل للحكومة اللبنانية في التحقيق في الحادث والهجمات السابقة، وجدد التأكيد على الأهمية التي يوليها الاتحاد الأوروبي لتنفيذ قراري مجلس الأمن الدولي 1559 وپ1595. وزاد أن بلاده"ستجري مشاورات عاجلة مع شركائها في الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن في شأن مضاعفات هذا العمل الإجرامي". وأعلن سفير الاتحاد الأوروبي في بيروت باتريك رينو انه يؤيد إنشاء محكمة دولية بهدف"محاكمة المجرمين"وپ"حماية لبنان"اثر اغتيال النائب تويني. وقال في بيان:"كان جبران تويني يمثل روح الحرية، وأولئك الذين اغتالوا ممثل الشعب هذا اغتالوا مرة أخرى روح الحرية"، ودان السفير الأميركي جيفري فيلتمان بشدّة الاغتيال ووصف العملية بأنها"هجوم بربري"، واعتبر في بيان للسفارة أنه"من خلال هذا العمل الشائن، أخذت قوى الظلم والاستبداد من الشعب اللبناني أحد أعظم مناصري الحرية وقتلت مدافعاً شجاعاً عن استقلال لبنان وسيادته". وأكد أن"قتلة جبران تويني ورفاق أبرياء من خلال هذا الهجوم الشائن يسعون إلى تقويض تقدم لبنان المستمر نحو السيادة والاستقلال الكاملين"، لافتاً إلى أن"الولاياتالمتحدة تقف بعزم إلى جانب اللبنانيين في التبرؤ من أعمال الإرهاب والعنف هذه، كما تشدد على دعمها الحكومة اللبنانية في جهودها لتأكيد سيادة لبنان والعمل على الإصلاح من أجل تعزيز مؤسسات لبنان الديموقراطية". ودان وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير اغتيال تويني، معتبراً أن هذه الجريمة تهدف إلى"نسف"عملية قيام لبنان مستقل وسيد. وقال:"اعتداء اليوم يمثل في شكل واضح محاولة جديدة لنسف عملية التوصل إلى لبنان مستقل وسيد وديموقراطي". وطالب بالكشف عن ملابسات الجريمة ومعاقبة المذنبين. وأكد الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا أن الاتحاد سيدعم كل جهود الحكومة اللبنانية من اجل"وضع حد لمسلسل الاعتداءات"التي تستهدف الأشخاص"المتمسكين باستقلال لبنان وسيادته". وفي فيينا، دان المعهد الدولي للصحافة"بشدة"اغتيال تويني، ووصفه بأنه صحافي"من الدرجة الأولى عرف بتنديده العلني بالنفوذ السوري في لبنان". وأضاف في بيان أن جبران تويني"كان أحد اوائل المسؤولين في الصحافة اللبنانية الذي دان علناً النظام الموالي لسورية سواء في افتتاحياته او في تصريحاته. وقال مدير المعهد الدولي للصحافة جوهان فريتس:"إن قتله يقدم دليلاً إضافياً الى ان الوضع يصبح اكثر فأكثر خطيراً بالنسبة الى الصحافيين اللبنانيين". ودعا السلطات اللبنانية إلى"فتح تحقيق معمق لكي لا يبقى قتل جبران تويني من دون عقاب". وأكد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، أن اغتيال توينى"عمل إجرامي"، معتبراً أنه"سيؤدى إلى اضطراب الوضع واستمرار التوتر في لبنان". وأعرب عن خشيته من أن يقود اغتيال تويني إلى مزيد من الاضطراب في الوضع اللبناني الداخلي، وأن يتسبب في"انتكاسة للأمل الذي راود الكثيرين خلال المرحلة السابقة بتوقف عمليات القتل والاغتيالات والنسف في لبنان". وعن الضغوط التي يمكن ان تتعرض لها سورية بعد تقديم تقرير اللجنة المكلفة بملف التحقيق فى اغتيال الريس السابق رفيق الحريري إلى مجلس الأمن، قال موسى إن الأمر"رهن مضمون التقرير"، مشيراً إلى التعاون الذي أبدته سورية مع اللجنة الدولية. ودانت الحكومة الأردنية في بيان"الحادث الإجرامي الذي ذهب ضحيته الصحافي اللبناني المعروف والسياسي البارز المرحوم جبران تويني وعدد من المواطنين الأبرياء"، مؤكدة"إدانتها ورفضها المطلق لكل أشكال الإرهاب والعمليات الإجرامية مهما كانت دوافعها وأسبابها"، وأكد البيان"قناعة الأردن التامة بضرورة ان تتوصل التحقيقات إلى الكشف عن هوية المجرمين الذين نفذوا هذه العملية التي استهدفت أمن واستقرار لبنان الشقيق ومعاقبتهم". وفي الكويت، أعرب رئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الأحمد الصباح عن"استنكار دولة الكويت وإدانتها الشديدة"للاعتداء في رسالة وجهها إلى رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، معلناً تأييد الكويت"لكل ما يتخذه لبنان من إجراءات لمواجهة هذه الأعمال الإرهابية". ونقلت وكالة الأنباء القطرية عن مصدر في الخارجية القطرية قوله إن دولة قطر"تعبر عن إدانتها واستنكارها لحادث التفجير الذي وقع في بيروت وراح ضحيته النائب اللبناني جبران تويني وعدد من القتلى والجرحى". وأكد المصدر"تضامن"بلاده مع لبنان مجدداً التعبير عن موقف بلاده"الثابت في رفضها واستنكارها كل الاعتداءات التي تؤدي إلى توتير الأوضاع في لبنان والمنطقة". وأصدرت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان بياناً استنكرت فيه الاغتيال واعتبرت "اليد التي اغتالت أحد رموز العمل الوطني والإعلامي في لبنان، اعتادت الخروج على المواثيق الأخلاقية والإنسانية، لكنها لن تثني الشعب اللبناني الشقيق عن الصمود والنهوض إلى دولة حرة وديموقراطية عصرية". ودانت حركة المقاومة الإسلامية حماس في بيان عملية اغتيال تويني التي اعتبرتها"استهدافاً للوحدة الوطنية والسلم الأهلي والاستقرار في لبنان"، مشيرة إلى أن المستفيدين"هم أعداء لبنان وأعداء الأمة الذين يسعون إلى فتنة في المنطقة". واستنكرت"المنظمة العربية لحقوق الإنسان"جريمة اغتيال النائب تويني، وأفادت في بيان:"هذه الجريمة هي امتداد لسلسلة الاغتيالات التي شهدتها الساحة اللبنانية منذ عام والتي تهدد استقرار لبنان ووحدته، وتقود البلاد إلى دوامة من الأحداث التي طالما استنزفت قوى الشعب اللبناني"، وطالبت السلطات اللبنانية بپ"اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذا المسلسل الإجرامي والكشف عن هوية مرتكبيه وتقديمهم للقضاء، وإعلان نتائج التحقيقات التي ستقوم بها بشفافية كاملة للرأي العام".