شهدت كرواتيا في الساعات ال24 الاخيرة، تظاهرات غاضبة وصلت الى حد الشغب، احتجاجاً على اعتقال الجنرال المطلوب بجرائم حرب انتي غوتوفينا في جزر الكناري الإسبانية اول من امس. ويتوقع ان تتولى طائرة تابعة لحلف شمال الاطلسي نقل الجنرال الذي يعتبره انصاره بطلاً قومياً من من مدريد إلى لاهاي حيث تتسلمه اليوم، محكمة جرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة التي تتهمه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وهاجم متظاهرون مبانٍ حكومية في العاصمة الكرواتية زغرب وألحقوا بها أضراراً مادية. وعلى الاثر، اعتقلت الأجهزة الأمنية 11 شخصاً وفرضت حظراً للتجول في عدد من الأحياء . وعمّت تظاهرات مماثلة محافظة زادار السياحية على ساحل الادرياتيكي حيث مسقط رأس غوتوفينا، وسجل نحو 30 اعتداء على منشآت حكومية وممتلكات فردية، وأصيب الكثير بجروح في مواجهات مع الامن. وفي مدريد، افاد مصدر في الشرطة أن التعرف على غوتوفينا تم بعدما افتضح امر جواز سفر كرواتي مزور، استخدمه للاقامة في فندق"بيتاكورا" في جزيرة تينيريف. وبعد اعتقاله، نقل الى مدريد حيث تلا عليه قاض اسباب اعتقاله بموجب مذكرة من الانتربول بناء على طلب محكمة لاهاي. وافيد ان الشرطة الإسبانية كانت تلاحق غوتوفينا منذ آذار مارس 2004. في غضون ذلك، توقعت بلغراد ازدياد الضغوط الدولية عليها للقبض على زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كاراجيتش وقائده العسكري راتكو ملاديتش. وهنأ الرئيس الصربي بوريس تاديتش زغرب على تخلصها من مشكلة غوتوفينا، وأكد"ضرورة تضافر جهود كل دول منطقة البلقان، في القبض على المتهمين الفارين". وأشادت واشنطن والعواصم الأوروبية باعتقال غوتوفينا. سيرة مثيرة للجدل يذكر ان غوتوفينا ولد في محافظة زادار الكرواتية عام 1955 وانضم وهو في ال 19 من العمر إلى قوة"اندريا غرابوفاتس"العسكرية الفرنسية، وحصل على الجنسية الفرنسية. وخدم في جيبوتي وتشاد وزائير والغابون، ثم ساهم في الحركات الثورية في غواتيمالا وباراغواي، وعاد الى بلاده عام 1991مع اندلاع حروب يوغوسلافيا. ومنحه الرئيس الكرواتي الراحل فرانيو توجمان رتبة جنرال وسلمه قيادة منطقة كرايينا جنوب غربي كرواتيا ذات الغالبية السكانية الصربية، وفي آب اغسطس 1995، ارغم نحو 150 ألف صربي على الرحيل من ديارهم وأحرق منازلهم وقتل من ألقي القبض عليه، ونسّق عمليات للنهب والسلب في مناطقهم. توعد بعدم تسليم نفسه واختفى في الأديرة الكرواتية الكاثوليكية، حتى تمكن من الوصول إلى كندا، ومنها توجه الى الكناري.