وصل الجنرال الكرواتي انتي غوتوفينا الملاحق بتهمة جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب ضد صرب في كرواتيا أمس، الى المعتقل التابع لمحكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة في لاهاي، على ان يمثل أمام المحكمة غداً لإبلاغ القضاة ما إذا اخذ علماً بالتهم الموجهة إليه. وأقلت غوتوفينا من مطار خيتافي العسكري قرب مدريد الى لاهاي صباح أمس طائرة اسبانية عاملة في إطار حلف شمالي الأطلسي. وكان غوتوفينا وصل الى جزيرة تنيريفي في جزر الكناري الأحد الماضي بطريقة لم تتمكن أجهزة الأمن الإسبانية بعد من فك لغزها. وتبين من خلال جوازات السفر التي كان يحملها انه اجتاز دولاً عدة قبل وصوله إلى إسبانيا، لكن أياً منها لم يُختم على الحدود الإسبانية أو في مطار الجزيرة أو في أي مكان آخر. وعلى رغم المعلومات التي تحدثت عن حيازته جنسية فرنسية، عثر مع غوتوفينا على جوازات سفر كرواتية بأسماء مزورة منها كريستيان هوروات وستجيبان سينيثيتش، استخدمها لزيارة تاهيتي والأرجنتين وتشيلي خمس مرات والصين وروسيا وجمهورية تشيخيا وموريتانيا وجزيرة موريشيوس التي غادرها إلى مكان مجهول في 25 تشرين الثاني نوفمبر الماضي. ولم تحمل الجوازات أي أختام بعد ذلك. وطالت لائحة الدول التي تبحث عن غوتوفينا بناء على طلب المحكمة الدولية والحلف الأطلسي والولايات المتحدة التي وضعته على لائحة مطلوبيها، وحصلت الشرطة الأوروبية على معلومات تؤكد انه كان يتجول بين إيطاليا وايرلندا والنمسا وأفريقيا الجنوبية والبوسنة، وتفيد انه اختبأ مدة في دير للفرانسيسكان في كرواتيا. إلا أن الأختام على جوازات السفر أثبتت غير ذلك. ولا يستبعد الانتربول صحة هذه المعلومات لأن حيازته الجوازات التي ضبطت معه لا يعني عدم حيازته أخرى. وأكدت مصادر الأمن الإسباني انه إضافة إلى شكوك الشرطة بعد اكتشافها أن جواز السفر الكرواتي الذي قدمه إلى الفندق لدى وصوله إليه كان مزوراً، جعلت مراقبة الشرطة الكرواتية لمكالمات زوجته اكتشاف أمره سهلاً. إذ أبلغت كرواتيا جهاز الانتربول، فرع إسبانيا، بالأمر وكانت عملية الاعتقال. اضطراب وتخيم على كرواتيا أزمة حكومية إثر أعمال الشغب التي اندلعت في أنحاء البلاد احتجاجاً على اعتقال غوتوفينا وتسليمه إلى محكمة لاهاي، فيما تسود المخاوف بلغراد من ازدياد الضغوط الدولية المطالبة بمثول زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كاراجيتش وقائده العسكري راتكو ملاديتش أمام المحكمة الدولية. وتحدث تلفزيون زغرب أمس عن خلافات نشبت بين أعضاء الائتلاف الحكومي الكرواتي حيال محاكمة غوتوفينا. وندد القوميون الذين يعتبرونه بطلاً قومياً بالتصريحات التي ادلى بها رئيس الحكومة ايفو سانادير عندما تحدث عن"سعادته"باعتقال غوتوفينا وانه تعاون مع المجتمع الدولي لمعرفة مكان فراره واعتقاله، لإنهاء المعوقات التي سببها في تأخير مفاوضات انضمام كرواتيا الى عضوية الاتحاد الأوروبي. وأقالت السلطات الكرواتية قائد شرطتها ايفيتسا فرانيتس"لاخفاقه في احتواء أعمال الشغب وارتكابه أخطاء في المحافظة على الأمن". فيما تواصلت التظاهرات وأعمال الشغب في زغرب ومدن كرواتية عدة بينها زادار السياحية على ساحل البحر الادرياتيكي أمس، وأعلن منظمو الاحتجاجات أن تظاهرة ضخمة ستنظم غداً في مدينة سبليت، أهم منتجع سياحي كرواتي.