لم تعد علبة الفوشار وعتمة القاعة والهواء الممزوج برائحة بكرات الافلام وتنوع العروض في السينما عامل جذب للشباب السويدي المعروف بوفائه لقاعات السينما خصوصاً في نهاية الاسبوع. وتشير آخر احصاءات اجرتها شركات توزيع الافلام ان هناك تراجعاً بنسبة 42 في المئة في نسبة ارتياد الشباب الذين تتراوح اعمارهم بين 52 و 43 سنة للسينما مقارنة بسنة 2002. وتأتي هذه الارقام في وقت تمر السينما السويدية بظروف صعبة مع انخفاض نسبة مبيعات البطاقات في العام الماضي بنسبة 9 في المئة كما انخفضت بنسبة 41 في المئة في الاشهر الثمانية الاولى من العام الحالي. وفي حال استمرار تراجع الاقبال على السينما بالوتيرة نفسها فلن تبيع الدور حتى نهاية هذا العام سوى 14.3 مليون بطاقة. ومن المعروف عن دور السينما في السويد انها من بين الاغلى في العالم حيث يتجاوز ثمن البطاقة 21 دولاراً اميركياً. ولكن على رغم ذلك فإن الاقبال الشعبي على مشاهدة الافلام في دور السينما لا يزال مرتفعاً نسبياً. وفي ما يتعلق بتراجع نسبة الرواد الشباب يقول مدير التسويق في شركة توزيع الافلام السويدية توماس رانفورش:"نحن تعودنا على تقلبات السوق وفي الوقت الراهن لا توجد عروض مغرية بمستوى فيلم"سيد الخواتم"الذي نال شهرة واسعة". ولكن هناك اجتهاد آخر يطرحه رانفورش بعيداً عن نوعية الافلام التي تعرض ويشرح ان الشريحة الشبابية"المهتمة بالافلام والتقنيات الحديثة تحب دائماً ان تجرب وسائل الاعلام الجديدة. ولكن اعتقد ايضاً اننا لم ننجح حتي الآن في معرفة ما هو المذاق السينمائي لتلك الشريحة كي نجذبها الى قاعات السينما". ويحاول رانفورش ان يقلل من اهمية وسائل الاعلام التي تنافس الشاشة البيضاء، ولكن عدداً كبيراً من الخبراء العاملين في الحقل السينمائي يوافقون مديرة التسويق في سينما ساندرو بيرغيتا هولمار الرأي القائل ان"الاهتمام بالفيلم السينمائي لا يزال كبيراً ولكن هناك عروضاً مختلفة ومتنوعة من قنوات الافلام واسعار الافلام المنسوخة انخفضت الى مستوى كبير جداً لذا يفضل الاشخاص الذين لا يتوفر لديهم الوقت الكافي مشاهده الافلام في بيوتهم عوضاً عن الذهاب الى دور السينما. وعلى رغم شبه انعدام ثورة افلام الفيديو منتصف التسعينات، إلا انها عادت لتنشط مع انتشار الاقراص المدمجة. ويشرح كاللي زاكريسون احد المسؤولين في جمعية تسويق افلام الفيديو ان عدداً كبيراً من رواد السينما"يمتلكون تقنيات عالية لعرض الافلام في بيوتهم وبما ان اسعار تلك التقنيات انخفضت مع انخفاض اسعار الاقراص المدمجة، فمن السهل انتشارها بين المستهلكين". ويشير زاكريسون الى مسألة مهمة للغاية وهي انتشار اجهزة ألعاب الكومبيوتر التي يمكن استخدامها بسهولة وتتوافر عند القسم الاكبر من شريحة الشباب. مما يبرهن ان الشاب السويدي اصبحت لديه خيارات اخرى غير دور السينما. والارقام تحكي عن نفسها، اذ ان 07 في المئة من السويديين يملكون اجهزة عرض حديثة، كما ارتفعت نسبة بيع افلام"دي في دي"بنسبة 07 في المئة بين عامي 3002 و4002. وخلال العام الماضي باع تجار تلك الافلام نحو 61 مليون فيلم ثمن الفيلم الواحد نحو 8 دولارات. وتكمن حسنات افلام ال"دي في دي"في امكان مشاهدتها في اي وقت كان كما انه يمكن الاحتفاظ بها وتوزيعها على الاصدقاء اضافة الى ان الفترة الزمنية التي تفصل العرض الأول للفيلم وطرحه على افلام"دي في دي"تقلصت الى حد كبير. وأصبح من السهل الحصول على نسخة لاحدث فيلم سينمائي بعد اشهر قليلة من عرضه السينما. والسويد ليست البلد الوحيد الذي يعاني تراجع نسبة رواد السينما لمصلحة جمهور افلام ال"دي في دي"، اذ ان السوق الاميركي يشهد تغييرات مشابهة. ولكن هذه الارقام لا تخيف القيمين على دور السينما ويرى معظمهم ان بالامكان استعادة جمهور الشباب عندما تعرف طبيعة الافلام التي تستهويه.