طهران - رويترز - تحظى بعض الأفلام الايرانية ذات القيمة الفنية العالية بالترحيب في الخارج، إلا ان كثيراً من الشبان الايرانيين يفضلون مشاهدة فيلم من انتاج هوليوود لم تمتد إليه يد الرقيب في منازلهم. وتتساءل الطالبة شهرزاد التي تعيش في منطقة راقية شمال طهران: "لماذا أذهب الى السينما لأشاهد افلام خاضعة للرقابة بينما يمكنني ان ارى شريط فيديو او قرصاً مدمجاً في منزلي؟". ويعلق زميلها باباك خريج كلية الادارة: "الافلام الاميركية اكثر حيوية ولا تخضع للرقابة". ويلفت المهتمين إلى ظاهرة انخفاض مبيعات تذاكر دور السينما بنسبة 25 في المئة أي الى 15 مليون تذكرة سنوياً في اربعة اعوام. ونقلت صحف إيرانية عن البرلماني علي اصغر شيردوست قوله: "يقضي كل ايراني اقل من 40 دقيقة سنوياً في دار للسينما. الازمة بلغت ذروتها وفقدت السينما الايرانية الاتصال بالجمهور المحلي". ولفت شيردوست وهو المتحدث باسم اللجنة الثقافية في البرلمان إلى أن تهريب الافلام الاجنبية والاقراص المدمجة والانترنت والقنوات التلفزيونية الفضائية أضرّت بالنتاجات المحلية. وحظيت السينما الايرانية بشيء من الحرية بعد تولي الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي منصبه عام 1997 إلا ان القيود على مضامين الأفلام لم تخفف، ولم يسمح بصفة خاصة بأي تعديل يتعلق بملابس النساء ولا بأي تلميح الى الجنس. ولكن الافلام الايرانية فازت على رغم هذه القيود بنحو 300 جائزة في العقد الماضي في المهرجانات الدولية، وأشاد سينمائيون ونقاد عالميون بإبداع المخرجين عباس كياروستامي ومحسن مخملباف. وترجع القيود الصارمة التي تفرضها الحكومة لعام 1979 حين اندلعت الثورة الاسلامية وسيطرت الدولة على صناعة السينما. وعلى رغم النهوض بالكثير من دور السينما التي تعرض افلاماً ذات قيمة اغلق الكثير من دور العرض السينمائي في جميع انحاء البلاد ابوابه. وهذا ما دفع الحكومة أخيراً إلى وضع خطة لإحياء الصناعة لتشجيع الاستثمار الخاص في مجال الانتاج السينمائي وتشييد دور سينما والسماح للنقابات والاتحادات المهنية بلعب دور اكبر. وتهدف الخطة إلى خفض الدعم الذي تقدمه الدولة ونقل حق اتخاذ القرارات الخاصة بالانتاج والتوزيع ل"سينما خانة" بدلاً من وزارة الثقافة والارشاد الاسلامي. إلا ان عدداً كبيراً من العاملين في الصناعة يشكون من ان شيئاً لم يتغير. ويصف محمد حسين فرحبخش من اتحاد منتجي الافلام في ايران حال الإنتاج السينمائي الإيراني بالتالي: "إنه موقف صعب. يريد الايرانيون انتاج افلام تتناول مواضيع اكثر اهمية لجذب مزيد من المشاهدين الا ان هذه الافلام لا تحصل عادة على تصاريح للعرض". رئيس سينما خانة دار السينما وهي هيئة تجمع النقابات والاتحادات التي تقرها الحكومة مانوشهر محمدي قال: "تدعو الحكومة المستثمرين من القطاع الخاص للاستثمار، إلا انهم مترددون نظراً الى عدم استقرار السوق". وقال على رضا داود نجد من اتحاد منتجي الافلام: "لا تمثل دار السينما القطاع الخاص لأنها هيئة اقرتها الحكومة. نعارض سياسات دار السينما التي تفرض قيوداً على مضمون الفيلم. السينما الايرانية في حال خطيرة بما لا يسمح بتطبيق اسلوب التجربة والخطأ". من جهة ثانية، يخشى بعض المهتمين في الشأن السينمائي من أن تؤدي الخطة وهي جزء من اصلاحات خاتمي من اجل الاسراع بخطى الخصخصة الى انخفاض حاد في عدد الافلام التي تنتج سنوياً ويراوح حالياً بين 50 و60 فيلماً. ويلفت مسؤولون إلى أن عدد دور العرض انخفض الى نحو 300 من اكثر من 500 قبل عشرين عاماً بسبب نقص التمويل على رغم تضاعف تعداد السكان الى 65 مليوناً.