لم تمنع حرارة الصيف التي تفوق 40 درجة في بعض مدن المغرب الداخلية من احتفاظ السينما بريادة الترفيه بفضل أفلام جيدة تعرض في عشرات الصالات المغربية، ومنها فيلم "تايتانيك" الذي لا يزال يحتل قائمة الافلام التي يفضلها الجمهور المحلي والزوار. وقالت نشرة للمركز السينمائي المغربي ان "تايتانيك" لا يزال يحصد ملايين الدراهم في المغرب كما حصد اكثر من 11 اوسكاراً. ويتربع الفيلم للشهر الثامن على التوالي على لائحة الافلام الأكثر مشاهدة في المغرب وبلغت ايراداته اكثر من عشرة ملايين درهم. وكان عدد مشاهدي الفيلم الاسطورة فاق 200 ألف شخص في الربع الأول من العام الجاري من خلال عرضه في 17 قاعة فقط. ولا تزال مدن مغربية عدة تنتظر دورها في التمتع بمشاهدة قصة غرق الباخرة التي لم يصدق بعض الناس حتى عند نهاية الفيلم ان تكون الكارثة بذلك الحجم من الخسائر في الأرواح والأمتعة الثمينة. ولعب المركز السينمائي المغربي من خلال حملة محاربة النسخ غير الأصلية في حماية الفيلم من قرصنة الفيديو ودفع الجمهور الى القاعات التي لم يكن بعضها مكيفاً بالشكل الكافي. كما تقترح محلات بيع الكومبيوتر نسخاً أصلية من الموسيقى التصويرية للفيلم على أشرطة مدمجة "سي دي روم" لمن يرغبون في معاودة الاستماع لفاجعة الباخرة وهي في طريقها عبر المحيط الاطلسي في اتجاه نيويورك قبل نحو تسعة عقود. وتقول النشرة ان فيلم "نساء ونساء" وهو انتاج محلي يدافع عن قضية المرأة في المجتمع المغربي يحتل المرتبة الثانية من بين أفضل عشرة أفلام معروضة في القاعات المغربية وبلغت ايراداته في الربع الأول من السنة 2.5 مليون درهم متبوعاً بشريط مستر "بين" الكوميدي وشريط "سبيد 2" الاميركي، في حين جاء فيلم "مكتوب" الذي يروي قصة درامية في الرتبة الخامسة. وتسيطر الافلام الاميركية على سوق القاعات السينمائية في المغرب بنحو 64 في المئة من الايرادات و54 في المئة من نسبة الجمهور، وتأتي الافلام المغربية في المرتبة الثانية بنسبة 23 في المئة، والهندية 20 في المئة من المشاهدين و10 في المئة من المداخيل، في حين تحتل الافلام المصرية نسبة ثلاثة في المئة، خصوصاً "المصير" ليوسف شاهين الذي يحكي حياة الفيلسوف العربي ابن رشد وفترة انحطاط الدولة الاسلامية في الاندلس وتنامي الجهل والتطرف الديني. يذكر ان "تايتانيك" وغيره من الافلام الجيدة أعادت الأمل للقاعات السينمائية بعد تراجع الجمهور واكتفائه بالفيديو والقنوات الفضائية. ويقول تقرير من المركز السينمائي ان عدد صالات العرض السينمائي تراجع من 225 صالة مصنفة عام 1990 الى نحو 175 صالة عام 1997، وكانت 183 صالة عام 1996. كذلك تراجع عدد رواد السينما من 26 مليون شخص الى نحو 14.3 مليون شخص خلال نفس الفترة، وتقلصت المداخيل نتيجة ذلك من 125 مليون درهم ايرادات القاعات السينمائية عام 1990 الى 111 مليون درهم عام 1997، وكانت بلغت 113 مليون درهم عام 1996، والأكيد انها ستكون أقل من المسجل حالياً في مطلع القرن المقبل ب "تايتانيك" أو من دونه حتى مع تضاعف اسعار التذاكر