سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اتساع نطاق الشغب واحراق مئات السيارات على رغم اعتقال 800 مشاغب بعضهم ضبط بالجرم المشهود . اجهزة الأمن الفرنسية وضعت في حال تعبئة لمواجهة عنف الضواحي المستمر منذ 10 ايام
اعلنت الرئاسة الفرنسية امس، ان الرئيس جاك شيراك دعا الى اجتماع لمجلس الامن الداخلي مساء امس، لبحث اعمال الشغب المتواصلة منذ عشرة ايام في ضواحي باريس. ويضم المجلس بصورة خاصة رئيس الوزراء ووزراء الداخلية والدفاع والاقتصاد، ومهمته تعزيز وتنسيق سياسة مكافحة الشغب والارهاب. وتفاقمت اعمال الشغب الجارية في الضواحي الفقيرة التي يتحدر معظم سكانها من مهاجرين، ليل السبت - الاحد، اذ دمر عدد من المباني ووصل عدد السيارات التي احرقت في انحاء البلاد الى 1300، فيما زاد عدد المعتقلين على 300 شخص. ووضعت الشرطة الفرنسية في حال"تعبئة"في باريس حيث احرقت في العاصمة وحدها، 32 سيارة ليل السبت - الاحد، ما يشير الى وصول عمليات التخريب والعنف الى وسط المدينة، بعدما طاولت ضواحيها الفقيرة منذ عشرة ايام. وأعلنت مديرية الشرطة في باريس، اعتقال ثلاثين شخصاً هناك في الساعات القليلة الماضية، بينهم 11"بالجرم المشهود وهم يحضرون قنابل حارقة". وذكرت إذاعة"فرانس- انفو"إن 14 من ضباط الشرطة أصيبوا في الصدامات مع مثيري الشغب الذين كان بعضهم مسلحاً بمضارب بيسبول. شغب واسع النطاق كما وقعت عمليات إحراق لسيارات ومبان في مدينتي رين وروين غرب فرنسا ومدن ليل وروبيه وتوركيون والمناطق المحيطة بمدينتي دونكيرك وفلانسين في الشمال وكذلك في مناطق ليون وتولوز وبو في الجنوب. وفي مدينة إفرو، نهبت عصابات الشبان وغالبيتهم من العرب والافارقة صالون تجميل ومصرفاً ومبنى تابعاً للبلدية، وحطموا نوافذه وسرقوا الهواتف وأجهزة الحاسب الآلي. كما أحرق مجمع رياضي شمال شرقي باريس، ومدرستان بمدينة غريجني وفي مكتبة عامة في تولوز. وفي مدينة نوجون سور أواز تدخلت فرق الاطفاء لانقاذ زوجين مسنين بعدما حوصرا داخل منزليهما الذي اشتعلت فيه النيران التي امتدت إليه من سيارتيهما اللتين أحرقهما مثيرو الشغب. وفي ضاحية كليشي سو بوا التي انطلقت منها الشرارة الاولى لاعمال العنف، دمرت مدرسة ثانوية في شكل كامل بعد أن التهمتها النيران امس. وشهد مكتب رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان الكثير من الاجتماعات الطارئة التي عقدها مسؤولو الداخلية والامن وكبار ضباط الشرطة. وقال وزير الداخلية نيكولا ساركوزي الذي جعلت بياناته اللاذعة التي وصف فيها شبان الاقليات بال"حثالة"و"السفاحين"منه بؤرة لغضب مثيري الشغب، إن"الحكومة متحدة في عزمها على محاربة العنف". وكانت ازمة الضواحي الفرنسية ازدادت تفاقماً مع سلسلة من الهجمات او الحرائق التي طاولت ابنية، بينها مدارس ومتاجر. وقالت مصادر امنية ان ضيق مجالات التحرك في باريس التي لا تملك الكثير من المخارج يمكن ان"تعيق حركة اللصوص والمجموعات المنظمة للقيام باعمال شغب منتظمة". ويمكن لرجال الشرطة في باريس ان يحشدوا سريعاً عدداً كبيراً من الوحدات بحسب المصادر نفسها التي اضافت ان"التعبئة"اعلنت في صفوف هذه الوحدات للساعات المقبلة. وانتشرت تعزيزات امنية من حوالى 2300 شرطي وحلقت سبع مروحيات مجهزة بأضواء كاشفة فوق ضواحي باريس الحساسة ليلاً. واعلنت الشرطة العثور على مصنع للقنابل اليدوية الحارقة في ايفري في المنطقة الباريسية حيث وجدوا 150 قنبلة حارقة. واعتقل ستة قاصرين. ومع هذه الارقام الجديدة، يرتفع الى قرابة 3500 عدد السيارت المحروقة منذ بداية اعمال الشغب والى اكثر من 800 عدد الاعتقالات، بالاستناد الى محصلات يومية قدمتها الشرطة. وبدأت اعمال العنف في الضاحية الباريسية في 27 تشرين الاول اكتوبر الماضي، بعد مقتل شابين متحدرين من المهاجرين اعتقدا ان الشرطة تلاحقهما، من طريق الخطأ بحسب السلطات، فصعقهما التيار الكهربائي في غرفة للمحول.