أعلنت وزارة البيئة أمس بدء عمليات المسح الميداني للمواقع التي يشتبه بتلوثها بالإشعاع النووي وتزيد عن 300 موقع أثبتت الفحوص الأولية لنماذج التربة والمياه فيها تلوثها بالإشعاع. وأكدت ان المواقع"الشديدة التلوث وهي خمسة مسؤول عنها برنامج الأممالمتحدة للبيئة لمعالجتها". وأشار بيان للوزارة تسلمت"الحياة"نسخة منه ان وزارة البيئة"أرسلت فريق عمل من العلماء والاختصاصين الى محافظة ميسان جنوب لإجراء الفحوصات اللازمة على المواقع التي تعرضت للقصف الجوي خلال الحروب السابقة بعدما أثبتت المسوحات الأولية تلوثها". وتابع ان"إجراءات الوزارة في التعامل مع المواقع المشتبه بتلوثها تتلخص في عزلها عن المناطق القريبة منها، ومنع دخول المواطنين إليها، إضافة الى سحب نماذج جديدة لقياس درجة التلوث ونوعه، والمسبب الأول له، ومدى تأثيره في البيئة والصحة العامة لوضع الحلول المناسبة لمعالجته تدريجاً". وزاد البيان ان"الوزارة اختارت خمسة مواقع شديدة التلوث، وهي مخازن الصويرة الملوثة بالمبيدات الزئبقية، وموقع عويريج الملوث بالعناصر الثقيلة ومركبات الفينول المتعدد الكلور واليورانيوم المستنفذ وموقع القادسية الملوث بكبريتات الكروم والسيانيد، وموقع المشراق الملوث بالكبريت ومركباته، وموقع خان الضاري الملوث بمادة رابع اثيلات الرصاص لعرضها على الأممالمتحدة لتنظيفها ومعالجتها، على ان يضطلع مركز الوقاية من الإشعاع التابع للوزارة بمعالجة المواقع الأخرى 300 موقع، من بينها أحياء الوردية والمنسية والعزاوية والرياض والزهور في بغداد، وثلاثين موقعاً في المثنى لا سيما المجزرة وثلاثة في السماوة وثمانية في البصرة، وموقع في ذي قار واثنان في محافظة الموصل وهما مصنع الرماح ومنطقة العداية". وقالت بشرى احمد، مديرة المركز ل"الحياة"ان المسح البيئي الإشعاعي الذي بدأه المركز، العام الجاري،"شمل تحديث الخريطة البيئية الإشعاعية في العراق، ومراقبة المنافذ الحدودية، ووضع المحددات البيئية، وتقويم مواقع التلوث في عموم العراق وقياس نسبة غاز الرادون في بغداد، وعدد من المحافظات وتحديد حجم التلوث باليورانيوم المنضب فيها، ومدى تأثيرها على سكان المناطق المجاورة للمواقع الملوثة، وتعزيز المختبرات والأجهزة اللازمة للفحص، ورفع الوعي بماهية الإشعاع ومخاطرة وسبل الوقاية منه لدى المواطن". وأضافت ان"كل الفحوصات التي أجرتها الوزارة، فضلاً عن دراسات وبحوث وزارة الصحة والزراعة أثبتت ان المسبب الأول للتلوث في العراق هو اليورانيوم المستنفذ، وعمليات السلب التي طاولت هيئة الطاقة النووية في التويثة إبان الحرب الأخيرة". وطالبت وزارة البيئة الاممالمتحدة بالتدخل لمعالجة ظاهرة التلوث الاشعاعي ودعم الجهود الرامية إلى تجنيب الناس كارثة التعرض للاشعاعات. ودعتها الى تقديم"المساعدة الفورية في معالجة مواقع التلوث وسط ارتفاع نسبة الإصابة بالسرطان والولادات المشوهة والتهاب المفاصل والأعصاب والإجهاض". وكان الانفلات الأمني الذي أعقب الحرب الأخيرة أدى الى العبث بمئات الحاويات والبراميل والصناديق المخصصة لحفظ المواد النووية واليورانيوم المشع المسمى ب"الكعكة الصفراء"، وسكب محتوياتها على الأرض، او في النهر ما لوث الماء والأغذية والمزروعات، وأصاب العابثين بالأمراض السرطانية، لاسيما اللوكيميا سرطان الدم بحسب الوزارة التي كشفت عن وجود أكثر من 140 ألف عراقي مصاب بالسرطان تضاف إليها 7500 حالة جديدة كل عام، وسط توقعات خبراء مستشفى الطب الذري والإشعاع في بغداد بارتفاع عدد الإصابات الى 25 ألف إصابة سنوياً".