حينما تأسست فرقة"فوركاتس"قبل سبع سنوات تقريباً تحت إشراف غسان الرحباني، شكّل الفريق الذي ضمّ أربع جميلات ظاهرة في عالم الغناء اللبناني. حينها أعلن الرحباني أن الهدف من الفرقة الغنائية تقديم فن خفيف من خلال إعادة أغنيات كتبها ولحنها والده الياس الرحباني مثل"برّات البيت"،"كان عنّا طاحون"،"كان الزمان وكان"، وأخوه جاد الرحباني إضافة طبعاً إلى أعماله. واستطاعت جميلات"فوركاتس"أن يلفتن الأنظار ويشاركن في عدد من الحفلات والمهرجات العربية. لكن الخلافات التي دبت بين مؤسس الفرقة وأعضائها، والتغييرات التي طرأت على الوجوه المشاركة وتصريحات الجميلات اللواتي غادرن الفرقة، وأكدن فيها أن الرحباني شخص ديكتاتوري... تلك الخلافات أثرت سلباً في انتشار الفرقة ونجاحها. هذا علماً أن نجاح الفرقة في سنة انطلاقتها جعل شركة"روتانا"توقع معها عقداً لإنتاج الالبومات الغنائية... غير أن وجه"روتانا"لم يجلب السعد للفرقة التي بدأت تضعف تدريجاً، ما جعل الرحباني يؤكد مراراً أن الاحتكار الذي تفرضه الشركة المنتجة أدى إلى تراجع شعبية الفرقة. جميلات أخريات بعض المراقبين في الساحة الغنائية عزوا هذا التراجع إلى اجتياح الساحة من جميلات أخريات، صاحبات شخصيات قوية، وحصدن النجاح بمفردهن. وبعيداً من الأقاويل والتصريحات والتحليلات، لا يزال غسان الرحباني مستمراً في رهانه على"القطط الأربع"... وها هو يصدر ألبومهن الجديد"الدنيا هيك"الذي ضم ثماني أغنيات، بينها اثنتان راسختان في أذهان الجمهور اللبناني، الاولى"الدنيا هيك"كلمات محمد شامل والحان توفيق الباشا، تيتر المسلسل اللبناني الشهير الذي يحمل الاسم نفسه، ولا يزال يعرض بين فترة وأخرى على شاشة تلفزيون لبنان، والأغنية الثانية هي"وعدوني ونطروني"التي حفظها الناس كباراً وصغاراً من المطربة الكبيرة صباح. والسؤال المطروح هنا: أين هي المتعة في سماع أغنيات ما زالت راسخة في أذهان الناس من حناجر أصحابها الاصليين؟ هل كان هدف الرحباني تعريف الجيل الجديد على أغنيات العهد السابق؟ ما الفائدة من ذلك إذا كان المسلسل لا يزال يعرض على شاشة التلفزيون حتى اليوم، والمطربة صباح لا تزال قادرة على تأدية أغانيها واسترجاعها في إطلالاتها الكثيرة؟ صوت فريال كريم المحدود، وأداؤها المحبب، أقرب إلى الأذن من أصوات فتيات، أسهمت التقنيات الحديثة في تهذيبها وتلميعها. لماذا يريد غسان الرحباني أن يمحو من ذاكرة اللبنانيين أعمالاً رسخت في أذهانهم؟ هل الغاية فقط إعادة"فوركاتس"إلى الأضواء بعدما فقدت الفرقة بريقها نتيجة تبدل أعضائها والخلافات الحادة التي نشأت بينهم؟ أم ان الجميلات الأخريات اللواتي سيطرن على الساحة، لم يتركن مجالاً لعودة"فوركاتس"فجاء الحل على حساب أغنيات خالدة في ذاكرة الناس؟