أثارت الانتخابات البرلمانية في أذربيجان تقويماً مختلفاً عند المراقبين. واذا كانت الآراء في السابق متباينة بين ممثلي رابطة الدول المستقلة في رعاية روسيا والغرب، فإن المراقبين الغربيين أنفسهم يدلون بآراء متناقضة تناقضاً حاداً. ولا غرابة في الآراء المتناقضة هذه. ولا داعي لتصوير السياسيين الغربيين في صورة المحاربين المتشابهين الذين يتعطشون الى التوسع في المجال السوفياتي السابق، ويشعلون في سبيل ذلك نيران"الثورات الملونة". فالغرب، في الواقع، متنوع. وبينما يدعو بعض الأوروبيين الى تطبيق المعايير الديموقراطية في العالم كله، بغض النظر عن خصائص بلد معين، يعلن آخرون استعدادهم لمراعاة الخصائص، مدركين ان العملية الديموقراطية ليست متشابهة في أوروبا وآسيا. وهيهات أن يشك أحد في أن الانتخابات البرلمانية بأذربيجان كانت أكثر ديموقراطية من السابق. ولكن لنتذكر المقارنة المعروفة، بين نصفي القدح الواحدة. وظهر اتفاق غربي تام تقريباً في شأن أوكرانيا. والسبب في ذلك، الى حد كبير، هو ان البلد أوروبي، ويجب أن تكون الديموقراطية فيه، في نظر"الغربيين"،"مقطرة"وصافية ويدعوهم السبب نفسه الى الاتفاق في الرأي على رفض شخصية رئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو الذي تحول منبوذاً. ولكن الرأي، عندما يتناول آسيا. ومعظم المراقبين والخبراء الغربيين لا يقارنون الانتخابات الأذربيجانية بالانتخابات البريطانية أو الألمانية، بل بالأفغانية أو العراقية. والحق أن الانتخابات بأفغانستان، مثلاً، أثارت أصداء ايجابية كبيرة في الغرب، على رغم شكاوى كثيرة في هذا الصدد، يظهر سؤال عن دور منظمة الأمن والتعاون الأوروبي في المجال السوفياتي السابق. فمن الجلي، بعد تفكك الاتحاد السوفياتي أن طشقند وباكو ودوشنبه وبيشكيك لا ينظر اليها جزءاً من أوروبا. وهي أقرب الى بغداد وطهران وكابول، سواء جغرافياً أو ثقافياً. ويترتب على هذا التمييز اتخاذ موقف متنوع من الحملات الانتخابية في البلدان المختلفة، مع مراعاة خصائصها مراعاة شديدة، ومراعاة مبدأ تقليص الضرر الذي قد يلحق بها. عن اليكسي ماكاركين نائب مدير عام مركز التكنولوجيات السياسية، أرغومينتي إي فاكتي الروسية، 10/11/2005