فاز رئيس بيلاروسيا (روسيا البيضاء) ألكسندر لوكاشينكو أمس (الاحد) خلال انتخابات الرئاسة التي شهدتها البلاد، بفترة خامسة. وأدت إعادة انتخاب لوكاشينكو قبل خمس سنوات إلى احتجاجات جماهيرية وسجن شخصيات معارضة بارزة، لكن التأييد لنظامه الذي بدأ قبل 20 عاماً زاد بعد طرح نفسه "ضامناً للاستقرار" في مواجهة أزمة اقتصادية وصراع انفصالي مؤيد لروسيا في أوكرانيا المجاورة. وينبذ الغرب منذ فترة طويلة لوكاشينكو الذي وصفته وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس في العام 2005 بأنه «دكتاتور أوروبا الأخير»، نتيجة سجله في مجال حقوق الإنسان، وقمعه المعارضة السياسية. وفرض الغرب عقوبات اقتصادية على بعض مسؤولي وشركات روسيا البيضاء . ويقول مراقبون إنه على رغم ذلك، فإن انتقاده إلى ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية العام الماضي واستضافته لمحادثات السلام الأوكرانية وعفوه عن ستة من زعماء المعارضة في آب (أغسطس) الماضي، يشير إلى سعيه لتحسين صورته في الغرب. وقال لوكاشينكو أثناء الأدلاء بصوته «نفذنا كل شيء أراده الغرب عشية الانتخابات، إذا كانت هناك رغبة في الغرب لتحسين علاقاتنا لا أحد ولا شيء يمكن أن يمنع ذلك»، مضيفا: «الكرة الآن في ملعب الغرب على نحو قاطع». وقالت اللجنة المركزية للانتخابات إن «لوكاشينكو حصل على 83.5 من الأصوات، بزيادة طفيفة عما حققه في انتخابات العام 2010 عندما حصل على 80 في المئة» . وظهرت بعض علامات التوتر في العلاقات مع روسيا. وفي أيلول (سبتمبر) الماضي وافق الرئيس فلاديمير بوتين على خطة لبناء قاعدة جوية في روسيا البيضاء، لكن في بداية الشهر الحالي صرح لوكاشينكو إن «بلاده ليست بحاجة لمثل هذه القاعدة». واعتبر مراقبون غربيون ان الانتخابات السابقة في روسيا البيضاء "غير نزيهة". وقالت منظمة «الأمن والتعاون» في أوروبا التي راقبت انتخابات أمس، إن «الانتخابات تمثل لحظة محورية بالنسبة لروسيا البيضاء لتظهر استعداداً لإجراء انتخابات حرة ونزيهة». وقال الناطقة باسم الاتحاد الأوروبي إن منظمة «الأمن والتعاون في أوروبا ستنشر تقريراً في شأن مراقبتها للانتخابات أمس بعدها ستصدر بروكسل بيانا رسمياً». ولم يمثل أي من المرشحين الثلاثة الذين نافسوا لوكاشينكو في انتخابات أمس تحدياً خطراً لحكمه .