كرر وكيل الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية ابراهيم غمباري التزام المنظمة الدولية"سيادة واستقلال واستقرار لبنان"، معرباً عن اعتقاده بأن المرحلة"دقيقة ليس للشعب اللبناني فقط بل للدول المجاورة والمنطقة ككل والمجتمع الدولي". وأعلن توسيع صلاحيات الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة الى جنوبلبنان غير بيدرسون، لتشمل"كل لبنان وحتى لتغطية المواضيع الاقتصادية والاجتماعية الانمائية فيه وتطويرها، اضافة الى مواضيع السلام والامن". وكان غمباري واصل امس، لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين وبينهم رجال دين يرافقه بيدرسون. فالتقى مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، ووصف محادثاته بپ"المفيدة للغاية وتعرفنا إلى اوجه الظروف المعقدة التي يمر بها لبنان في الفترة الحالية ونحن سنواصل التعاون معه من اجل حل كل هذه القضايا". وشدد المفتي قباني على"ضرورة انجاز التحقيقات الكاملة في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومحاكمة المتهمين ومعاقبة من تثبت ادانته في هذه الجريمة التي اقل ما توصف به بأنها ارهابية وعدوانية في حق الشعب اللبناني والعرب والمسلمين والعالم"، منوهاً"بدور الاممالمتحدة في كشف حقائق هذه الجريمة النكراء التاريخية التي ينتظر العالم العدالة في نتائجها". والتقى غمباري نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الياس المر، وأكد ان المحادثات كانت"جيدة جداً ومفيدة جداً لنا، وسنحمل الى نيويورك نظرته ورؤيته المستقبلية لأن لدينا التزاماً مشتركاً لسيادة واستقلال واستقرار لبنان"، مشيراً الى"ان المحادثات ستتابع من خلال الممثل الشخصي للامين العام". ولفت الى ان البحث ركز"على تعاون الحكومة اللبنانية معنا ومع اللجنة الدولية وهي مستمرة في هذا التعاون، وللتعاون ايضاً في الالتزام المشترك لتطبيق قرارات مجلس الامن بما فيها القراران 1559 وپ1614 وغيرها". وعما اذا حمل رسالة خاصة الى المر، قال:"طبعاً عندما يزور رئيس دائرة الشؤون السياسية أي بلد يحمل رسائل خاصة من الامين العام، ولكن بما انها سرية لا استطيع الافصاح عنها". وانتقل الى لقاء العلامة السيد محمد حسين فضل الله في منزله وتم عرض للتطورات الحاصلة في لبنان والمنطقة. وشكر غمباري فضل الله على مواقفه الداعمة للأمم المتحدة وأمينها العام، مشدداً على سعي الأممالمتحدة لضمان استقلال لبنان وسيادته واستقراره، مشيراً إلى أن ذلك سينعكس على المنطقة بأكملها. وشدد فضل الله على"أهمية خروج الأممالمتحدة من دائرة الضغط الذي يمارس عليها من الولاياتالمتحدة الأميركية، مقدراً بعض مواقف انان السابقة، وخصوصا تأكيده أن الحرب على العراق لم تكن شرعية وموقفه الرافض لمعاداة الإسلام"، مشيراً إلى"أن الإدارة الأميركية حاولت، ولا تزال، فرض شروطها وخططها على الأممالمتحدة، ولذلك وقفت ضدها في موضوع مجزرة قانا، وكانت إلى جانب إسرائيل في منع الأممالمتحدة من التحقيق بمجزرة جنين". وأشار إلى"أهمية الدور الذي قامت، ويمكن أن تقوم به الأممالمتحدة في الموضوع العراقي، وصولاً إلى إخراج الاحتلال من العراق". وقال غمباري ان اللقاء كان"ممتازاً وكان هناك تبادل صريح وحر للآراء في الموقف من الشرق الأوسط في شكل عام، وفي لبنان على وجه الخصوص، وتحدثنا عن ضرورة عمل الأممالمتحدة مع حكومة لبنان وشعبه، وليس فقط ما يتعلق منها بعمل لجنة التحقيق الخاصة باغتيال الرئيس الحريري، كما تناولنا كل الأبعاد التي من شأنها أن تحقق استقرار لبنان وسلامه وسيادته، ووعد العلامة فضل الله باستمرار التعاون وتعزيزه من أجل تحقيق هذه الأهداف". وزار غمباري المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، الذي دعا المجتمع الدولي إلى التحرك لكشف ملابسات قضية تغييب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه، وقال:"نحن في لبنان مع الشرعية الدولية ولم نكن يوماً في مواجهتها بل نطلب أن تنفذ قراراتها في بلادنا بدءاً من القرارين 242 و 194 ونتمنى ألا تستمر في ممارسة سياسة المعايير المزدوجة التي أفقدتها دورها كمرجع للدول والشعوب المستضعفة". ورأى أن"سلاح المقاومة في لبنان عنصر ثقة وضمان لردع إسرائيل عن عدوانها واعتداءاتها المستمرة ضد لبنان". ونبه إلى خطورة الفوضى في المنطقة، معتبراً أن"استقرار لبنان من استقرار سورية وبالعكس واستقرار البلدين مرتبط باستقرار المنطقة". واستغرب"التعاطي الدولي مع ايران". وقال غمباري:"نحن متفقون على كيفية دعم لبنان من الأممالمتحدة لتحقيق السيادة والاستقرار والاستقلال في لبنان واتفقنا أيضاً على ضرورة تنفيذ قرارات الأممالمتحدة كافة".