ركز خطباء الجمعة في العراق امس على الانتخابات البرلمانية، التي جرت في السابع من آذار (مارس) الجاري، وطالب الشيخ مهدي الكربلائي خطيب الصحن الحسيني ممثل المرجع الديني علي السيستاني، الكتل السياسية الكبيرة بالإسراع في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، والابتعاد عن التجاذبات السياسية التي رافقت الحكومة السابقة فيما طالب إمام جامع ام القرى محمود الصميدعي الفائزين في الانتخابات بتطبيق برامجهم. واضاف ان «من واجب الكتل السياسية العراقية لاسيما الكبيرة منها الإسراع بتشكيل الحكومة والابتعاد عن التجاذبات التي رافقت العملية السياسية السابقة كونها ستفتح الباب امام التدخلات الاقليمية في الشأن العراقي». كما دعا الكربلائي، في خطبة الجمعة التي القاها في الصحن الحسيني، المفوضية العليا للانتخابات بالاسراع في انجاز عملية العد والفرز لأصوات الناخبين واتباع الشفافية والنزاهة في عملية حساب الأصوات. وقال «العراقيون قدموا التضحيات، وذهبوا بكل قوة الى صناديق الاقتراع لاختيار المرشحين للحكومة، وعليه لا بد للسياسيين من التنازل عن ولائهم لأحزابهم والنظر الى المصلحة العليا للشعب العراقي الذي عبر عن مدى حبه وشغفه للحياة الكريمة الجديدة في ظل الديموقراطية التعددية القائمة على الوطنية وتقبل الرأي الآخر». ودعا القوى السياسية الى «الوفاء بوعودها التي قطعتها على نفسها اثناء الحملات الانتخابية وتحقيق طموحات العراقيين بتوفير الخدمات الضرورية للمواطنين، معتبراً أن المشاركة الواسعة من قبل المواطنين في الانتخابات دليل واضح على نضج التجربة الديموقرطية لدى العراقيين». مشيراً الى ان» الانتخابات كانت تحدياً شعبياً كبيراً جداً وان الحفاظ عليها كإنجاز يتوجب أن يقابلها نضوج سياسي بقدر المسؤولية». وأثنى الكربلائي على دور المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في سير العملية الانتخابية وقال إنها ادت دوراً كبيراً في العملية الانتخابية من خلال توفيرها موظفين أكفاء في مراكز الاقتراع. وقال «ندعو المفوضية اليوم الى ضرورة الإسراع بإكمال عملية العد والفرز لنتائج الانتخابات وأن تكون هذه العملية نزيهة وخالية من الشبهات لتكميم أفواه المشككين بنزاهة المفوضية ولتشارك في عملية بناء الدولة العراقية الجديدة بأسرع ما يمكن». وبين ان «فسح المجال امام التشكيك بالنتائج سيؤدي الى جدل كبير لا سيما من قبل من وصفهم بالمتصيدين بالمياه العكرة». من جانبه اكد الشيخ محمود الصميدعي خطيب وإمام جامع ام القرى على ضرورة تنفيذ الفائزين برامجهم السياسية والإسراع في تشكيل الحكومة بعد إعلان النتائج النهائية من قبل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، مبيناً ان «تأخير تشكيل الحكومة ليس في صالح الناس ولا السياسيين». وشجع السياسيين الفائزين على عقد تحالفات تصب في صالح المواطن وان يجعلوا مصلحة المواطن فوق كل شيء في عقد تحالفاتهم والابتعاد عن سطوة السلطة وعدم الركون اليها . وقال «لقد اوفى الشعب بوعده وشارك في الانتخابات، وعلى السياسيين ان يتخذوا الخطوة ذاتها، وان يفوا بالتزاماتهم ازاء الناس». واعتبر الشيخ علي الحسين خطيب وامام جامع سعاد النقيب في الغزالية ان «المشاركة الواسعة للناس في الانتخابات تعكس رغبتهم في التغيير نحو الافضل».