سريعاً بدأ الحزب الوطني الحاكم في مصر وكذلك قوى المعارضة ترتيب أوضاعهم وتعديل بعض مواقفهم للتعاطي مع جولة الإعادة من المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية التي تجري الأربعاء المقبل، فالوطني عدل لائحة مرشحيه وضم إليها مستقلين خاضوا الجولة الأولى ونجحوا في إقصاء مرشحي الحزب في دوائرهم، ليضمن بذلك أكبر عدد من المقاعد في تلك المرحلة التي حقق في الجولة الأولى منها 25 مقعداً فقط. وإذ اعتبرت جماعة"الإخوان المسلمين"التي ستخوض جولة الإعادة ب42 مرشحاً فوزها بأربعة مقاعد في الجولة الأولى نجاحاً، احتجت على تدخلات أكدت أنها تمت لصالح مرشحي الحزب الوطني، وخصوصاً في دائرة الدقي حيث كانت صحف أعلنت فوز مرشح الجماعة المحامي حازم صلاح أبو إسماعيل وسقوط وكيلة البرلمان الدكتورة آمال عثمان، قبل أن تعلن النتيجة الرسمية لاحقاً بفوز عثمان وسقوط أبو إسماعيل. وعبر"الإخوان"عن غضبهم تجاه ما جرى في تظاهرة حشدت الجماعة لها بضعة آلاف من أعضائها أمس عقب صلاة الجمعة أمام ساحة مسجد مصطفى محمود في منطقة المهندسين، ذكرت الناس بالمناخ المحتقن بين الطرفين قبل الانتخابات الرئاسية الأخيرة. وحمل المتظاهرون لافتات كتبوا عليها"لا للتزوير"، وهتفوا باسم مرشحهم في دائرة الدقي. وقال القيادي الإخواني الدكتور عصام العريان ل"الحياة"إن التظاهرة"احتجاج من الإخوان على إعلان الحكومة نتيجة مغايرة لنتيجة الفرز في الدقي، بعدما أعلن نجاح أبو إسماعيل". وذكر أن قاضي فرز الأصوات في الدقي بإغلاق مكتب الفرز ثلاث ساعات"وطرد المرشحين قبل أن يعلن النتيجة المغايرة للحقيقة". وطالب العريان اللجنة المشرفة على الانتخابات"بإعلان النتيجة الحقيقية والوقوف إلى جانب الإرادة الشعبية"، كما دعا إلى"فرز الأصوات في الدوائر الفرعية، وقصر دور اللجان الرئيسية على تجميع الأصوات فقط، كي لا يمنحها هذا فرصة للتزوير". لافتاً إلى أن"نجاح مرشح الاخوان محمد شاكر الديب في دائرة الوسطى في بني سويف أعلن بعد ضغوط شعبية". وأكد أن"السلطات اعتقلت 60 من الإخوان في التظاهرة وأخلت سبيلهم بعد ساعات قليلة من القبض عليهم". أما"الجبهة الوطنية من أجل التغيير"التي تضم أحزاب المعارضة الرئيسية والتي مُنيت بفشل كبير في الجولة الأولى، فسيجتمع رموزها اليوم بحثاً عن آليات جديدة تتيح لمرشحيها التعاطي مع جولة الإعادة للمرحلة الأولى وبقية المراحل. ويتنافس في جولة الإعادة 268 مرشحاً على 134 مقعداً، أي بنسبة 85 في المئة من المقاعد في الجولة الأولى 164 مقعداً. ولن يكون لجبهة المعارضة سوى تسعة مرشحين، اثنان من"الوفد"هما طارق سباق واحمد ناصر، مع آخرين من"التجمع"هما عبدالعزيز شعبان ووجيه شكري والصحافي مصطفي بكري، ومرشح حزب"الكرامة"سعد عبود، والمرشح الناصري حيدر بغدادي، والمرشح المنشق عن حزب"الغد"رجب هلال حميدة، ومرشح حزب الأحرار طلعت السادات. ووفقاً لنتائج المرحلة الأولى، حاز"الوطني"16 مقعداً في محافظة القاهرة و3 مقاعد في محافظة الجيزة ومثلها في المنوفية ومقعداً واحداً في كل من محافظاتالمنيا والوادي الجديد وبني سويف. وفقد الحزب الحاكم عدداً من المقاعد في العديد من الدوائر الانتخابية بسبب عدم دخول مرشحيه جولة الإعادة، إذ أن هناك 22 مقعداً لن ينافس عليها في الجولة الثانية من المرحلة الأولى.