سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رايس تدعم المبادرة العربية وتحض العراقيين على "تجاوز المذهبية" ... ومقتل موظفين في السفارة العمانية في بغداد . "البعث" ينعى عزة ابراهيم الدوري ويولي عبدالقادر الدوري
نعى حزب"البعث"العراقي المنحل في بيان نائب رئيس مجلس قيادة الثورة في عهد صدام حسين عزة ابراهيم الدوري، ولم يحدد سبب الوفاة، مؤكداً تولي"عبدالقادر طلب الدوري مسؤولية قيادة الجهاد"بعده. في غضون ذلك هاجم الرئيس جورج بوش منتقدي الحرب واتهمهم ب"محاولة إعادة كتابة التاريخ وإحباط عزيمة قواتنا". وأكدت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ونظيرها البريطاني جاك سترو، خلال زيارة مفاجئة لبغداد امس، دعمهما العملية السياسية في هذا البلد، وحضت رايس كل الأطراف على تجاوز"الخلافات المذهبية والعرقية من أجل وحدة العراق"، وأعربت عن تأييدها مبادرة الجامعة العربية. فيما جدد رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري دعوته سورية لضبط حدودها ومنع تسلل المقاتلين الأجانب. أمنياً، أعلن الجيش الأميركي مقتل ثلاثة من جنوده، وساد التوتر المذهبي محافظة ديالى اثر مقتل قيادي من منظمة"بدر"الشيعية وإصابة آخر في"الحزب الاسلامي"سني خلال اشتباكات"بين مسلحين مجهولين"، كما قتل 11 عراقيا معظمهم من الشرطة. وشن مسلحون هجوماً مساء أمس على السفارة العمانية في بغداد، أسفر عن مقتل حارس وموظف فيها وجرح اربعة آخرين. الدوري وجاء في بيان نعي"البعث"للدوري:"بعد قرابة خمسين عاما قضاها في النضال وفي خنادق الجهاد والمقاومة ها هو فارس من فرسان العراق وقائد للمجاهدين ومقاتل في سبيل الله، المناضل عزة ابراهيم الدوري يترجل عن جواده منتقلا الى رحمة ربه راضياً مرضيا". وأضاف البيان:"لقد انتقلت روح قائدنا المجاهد عزة ابراهيم الدوري الى باريها إذ وافته المنية صباح اليوم أمس الجمعة". ولم يوضح مكان أو سبب وفاة المسؤول العراقي السابق. وتابع البيان ان"قيادة قطرالعراق لحزب البعث قررت ان يتولى الرفيق المجاهد عبدالقادر طلب الدوري نائب أمين سر القيادة القطرية مسؤولية القيادة العامة لفصائل الجهاد والمقاومة والتحرير في عموم العراق". واضاف:"لقد بقيت شامخا حتى الرمق الأخير تقود المقاومة من خنادق الجهاد وترفض التنازل عن حقوق العراق أرضا وشعبا رغم الحصار والضغط الهائلين". ومنذ سقوط نظام صدام حسين يبحث الجيش الاميركي عن عزة ابراهيم الذي يحمل الرقم ستة على اللائحة الاميركية للمطلوبين ال55. وكان الذراع اليمنى للرئيس العراقي المخلوع، ورصدت واشنطن التي تعتبره ممولاً للتمرد ضد الاميركيين عشرة ملايين دولار مكافأة لمن يدلي بمعلومات تفضي الى اعتقاله. واحتل ثاني أكبر رتبة عسكرية في البلاد بعد صدام رغم انه لا يملك اي ثقافة. ولد الدوري عام 1942 في ناحية الدور 150 كيلو مترا شمال بغداد الىالجانب الشرقي لنهر دجلة بين سامراء وتكريت لعائلة فقيرة وأكمل دراسته المتوسطة في الدور ثم انتقل الى بغداد ودخل ثانوية الأعظمية بداية الستينات، إلا انه لم يكمل دراسته فيها بسبب اضراب الطلبة ضد حكم الزعيم عبدالكريم قاسم مطلع العام 1963 حيث كان ناشطا في صفوف الاتحاد الوطني لطلبة العراق التنظيم الطلابي لحزب البعث الذي انتمى الى صفوفه عام 1959. تولى مهمة معاون آمر الحرس القومي الميليشيا المسلحة التي انشأها الحزب بعد نجاح انقلابه ضد عبدالكريم قاسم في شباط فبراير عام 1963 وكانت منطقة عمله بمنطقة الفضل وسط العاصمة، حيث ارتكب وبقية المسلحين البعثيين أبشع المجازر ضد الشيوعيين وأنصار الزعيم الراحل. بعد انقلاب الثامن عشر من تشرين الاول اكتوبر 1963 الذي قاده الرئيس الراحل عبدالسلام عارف ضد البعثيين اعتقل الدوري ومكث في السجن حتى نهاية عام 1966 حين اطلق سراحه مع مجموعة من البعثيين. وبعد إعادة تشكيل حزب البعث كان الدوري أحد القيادات التي عملت على تنشيطه مع صدام حسين وآخرين ثم تفرغ للعمل الحزبي، واقام في منطقة الطوبجي في أطراف العاصمة، ولتأمين حمايته من السلطة فتح له الحزب دكانا لبيع الثلج تابع للبيت الذي يقيم فيه. وزيادة في الاجراءات الاحترازية تولى الحزب تزويجه ودفع نفقات الزواج وشراء سيارة له نوع فولكس فاغن لتسهيل تنقلاته واتصالاته مع بقية الرفاق. بعد انقلاب 17 تموز يوليو عام 1968 الذي أعاد حزب البعث الى السلطة مرة اخرى كان الدوري يشغل درجة عضو فرع إلا انه انتخب عضوا في القيادة القطرية للحزب في اول مؤتمر قطري يعقد في ايلول سبتمبر عام 1968 ثم تولى مسؤولية المكتب الفلاحي والمجلس الاعلى للاصلاح الزراعي وشغل منصب وزير الزراعة والاصلاح الزراعي ثم وزيرا للداخلية. وعقب تولي صدام حسين مسؤولية الحزب الاولى ورئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس قيادة الثورة صيف عام 1979 عين الدوري نائبا له في قيادة مجلس الثورة والحزب حيث كان صدام يثق به بشكل مطلق، فكلفه برئاسة لجان التحقيق في العديد من القضايا ضد قياديين في الحزب وخاصة بعد مؤامرة عام 1979 التي راح ضحيتها عشرون من قيادات الحزب والوزراء الذين نفذ فيهم صدام حكم الاعدام لرفضهم تولي الرئاسة من دون انتخاب حزبي او شعبي. وبعد ان عينه صدام قبيل الحرب الاخيرة مسؤولا عن المنطقة الشمالية التي اصبحت لا تشمل المحافظات الثلاث التي يحكمها الحزبان الكرديان الرئيسيان منذ عام 1991 وهي اربيل ودهوك والسليمانية صار الدوري الحاكم الفعلي لهذه المناطق لكنه بعد الغزو وانسحاب الضباط والجنود الى بيوتهم سلم الدوري هذه المحافظات من دون اطلاق رصاصة واحدة ليبقى طريدا. غير ان انعدام الرعاية الصحية التي كان يتمتع بها وافتقاده الكثير من وسائل العلاج التي كانت متوافرة له أدى الى انتكاسة صحية. لكنه اصر على بقائه هاربا في امكنة ما زال الجميع يجهل مواقعها على رغم التقارير التي كانت تشير الى انتقاله بين الباديتين العراقية والسورية.