اختتمت في بكين أمس الجولة الخامسة من المحادثات السداسية التي تبحث أزمة البرنامج النووي لكوريا الشمالية من دون أي مؤشر الى احراز تقدم ملموس. واكتفى البيان الاختتامي بتأكيد التزام الاطراف المعنية بالمحادثات بتنفيذ اتفاق المبادئ الذي وقع في الجولة السابقة في ايلول سبتمبر الماضي، والاتفاق على الالتقاء مجدداً في موعد لاحق يرجّح ان يكون في كانون الاول ديسمبر المقبل بحسبما اعلن عضو في الوفد الكوري الجنوبي المشارك في المحادثات. وأشار البيان الى ان الدول الست أجرت نقاشات بناءة وجدية أثمرت وضع اقتراحات عدة في شأن إيجاد آلية لتنفيذ اتفاق المبادئ،"وهي اتفقت على صوغ خطط وإجراءات وخطوات ملموسة من أجل الوفاء بالالتزامات السابقة". من جهته، صرّح وو داواي رئيس الوفد الصيني في المحادثات بأن الدول الست اتفقت على تنفيذ البيان المشترك بالتماشي مع مبدأ"التزام مقابل التزام وعمل مقابل عمل"بهدف ضمان نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية بطريقة يمكن التحقق منها، والاسهام في إحلال السلام الدائم والاستقرار في شبه الجزيرة وشمال شرقي آسيا". لكن تقارير أفادت بأن الجولة الحالية من المحادثات أخفقت في ايجاد حل للسؤال المطروح حول من يباشر الخطوة الاولى على صعيد تنفيذ اتفاق المبادئ، في وقت تصرّ كوريا الشمالية على إقرار حقها في تدشين مفاعل نووي يعمل بالمياه الخفيفة لانتاج الطاقة قبل تفكيك برنامجها، بينما تتمسك الولاياتالمتحدة بمطلب إنهاء البرنامج تمهيداً لبحث أي مطلب آخر لبيونغيانغ. وكانت بيونغيانغ أثارت في المحادثات موضوع تدشين مفاعل نووي على أراضيها ومطلب رفع الحظر عن ثماني شركات محلية جمّدت واشنطن أرصدتها الخارجية بحجة انها أجرت صفقات لبيع صواريخ وأسلحة بيولوجية وكيماوية في السابق، والتراجع عن اتهامها بتزييف عملات أميركية، في حين انتقدت تصريحات أدلى بها الرئيس الاميركي جورج بوش على هامش زيارته الاخيرة الى البرازيل، ووصف فيها نظام الحكم في كوريا الشمالية بأنه"مستبد"، وقالت انها تعرّض المحادثات"لخطر الفشل ما يناقض روحها وأهدافها المعلنة". اما الولاياتالمتحدة فاتهمت الدولة الشيوعية بأنها استأنفت نشاط انتاج مادة البلوتونيوم التي تستخدم كوقود للصواريخ في مفاعل يونغبيونغ، وطالبت بتجميده على الفور، وهو ما أيدته كوريا الجنوبية أيضاً.