هيمن ملف الهجرة غير الشرعية واصرار السلطات الاسبانية على ترحيل المهاجرين المتحدرين من أصول افريقية، على المحادثات التي اجراها وزير الخارجية الاسباني ميغيل موراتينوس مع نظيره المغربي السيد محمد بن عيسى. وكشفت مصادر مطلعة ان مدريد اقترحت خطة جديدة في هذا النطاق تهدف الى تشديد الرقابة على المهاجرين الذين يحاولون التسلل الى مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين شمال المغرب، وإقامة مراكز استقبال لايواء المهاجرين المرحلين من اسبانيا في سياق الإتفاق مع بلدانهم الاصلية حول ترحيلهم، اضافة الى مساعدة البلدان مصدر الهجرة في التغلب على أزماتها الاقتصادية والاجتماعية. واعلن وزير الداخلية الإسباني خوسي انطونيو الونسو ان ترحيل المهاجرين الأفارقة بمثابة رسالة يجب ان تكون واضحة ومفادها ان من يتسلل الى اسبانيا بطرق غير قانونية سيطرد حالاً. وتوقعت المصادر ان يستضيف المغرب مزيداً من اللقاءات مع مسؤولين أفارقة للبحث في تطورات الموقف من الهجرة غير الشرعية وتنسيق عمليات الترحيل. الى ذلك، بدأت أمس اولى الرحلات الجوية من المغرب لنقل المهاجرين الأفارقة الى بلدانهم الأصلية، وشملت اعداداً من الرعايا المتحدرين من أصول سنغالية، على ان تليها رحلات أخرى من مدينة وجدة على الحدود الشرقية للمغرب مع الجزائر في اتجاه العواصم الافريقية التي قبلت ترحيل واستقبال مهاجريها. وذكرت مصادر أمنية ان السلطات المغربية واجهت صعوبات كبيرة في التعرف على هوية المهاجرين الذين لا يرغبون في العودة الى بلدانهم، خصوصاً انهم لا يملكون أوراقاً ثبوتية، فقد جرت العادة بالنسبة الى المهاجرين الافارقة ان يتلفوا جوازات السفر وكافة الوثائق حتى لا يتم التعرف على هوياتهم. وحين يسألون من اين أتوا فإنهم يرفضون الإجابة. ويدعي بعضهم انهم لاجئون سياسيون يفرون من جحيم الحروب الاهلية في بلدان افريقية عدة. وعزت المصادر بعض اعمال العنف التي شملت تكسير الحافلات التي أقلت مهاجرين من اسبانيا الى المغرب بكون السلطات الاسبانية أوهمتهم أنهم في الطريق الى مدريد لذلك فقد احتجوا عبر استخدام العنف لدى إيقانهم انهم رحلوا الى المغرب وتحديداً الى مدينة طنجة. وشملت الرحلة الأولى 170 مهاجراً يتحدرون من أصول سنغالية تم ترحيلهم على متن طائرة مغربية يتوقع ان تعاود رحلات مماثلة في اتجاه داكار وبلدان افريقية أخرى. في حين تولت المنظمة العالمية للهجرة تنسيق الرحلات المبرمجة من مدينة وجدة على الحدود الشرقية مع الجزائر في اتجاه البلدان الافريقية في ضوء تزايد أعداد المهاجرين الذين استسلموا الى السلطات المغربية بعد حملات التمشيط التي تنفذها في الغابات المحيطة بمدينة مليلية، وكذلك عند معابر مدينة وجدة. وقدرت احصاءات رسمية أعداد المهاجرين الموقوفين بحوالي سبعة آلاف منذ بداية العام. الا أن الأعداد زادت في الاسبوعين الأخيرين. ومن جهتها، انتقدت الجمعية المغربية لحقوق الانسان الممارسات التي أدت الى مقتل مهاجرين أفارقة، وطالبت بفتح تحقيق في ظروف مقتلهم لدى محاولاتهم التسلل عبر السياجات الأمنية في سبتة ومليلية. ورأت ان التعاون المغربي - الاسباني، يؤدي الى انتهاك حقوق الانسان و"ترسيخ حدود مفبركة بين المغرب والمدينتين المحتلتين". وأشارت مصادر اسبانية الى أن بلدة مغنية في غرب الجزائر كانت تؤوي ما يزيد على ثلاثة آلاف مهاجر أفريقي يتحدرون من بلدان الساحل جنوب الصحراء. ونُقل عن الصحافي الاسباني لويس غوميز الذي زار مخيم مغنية انه يضم مهاجرين، خصوصاً من الكاميرون ونيجيريا ومالي، كانوا يستعدون للتوجه الى مليلية عبر المدن الشرقية للمغرب بمحاذاة الجزائر. وجاء في تقارير عن مخيم مغنية الذي ذكرت مصادر جزائرية انه أخلي من غالبية المقيمين فيه، انه بمثابة"مدينة صغيرة قائمة بذاتها".