توقيع مذكرة لجامعة الملك خالد ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية    وزير الدفاع اللبناني: لا حرية لإسرائيل في أراضينا    المملكة تشارك في اجتماعات الدورة ال29 لمؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي    "الأونروا" تحذّر من وصول الجوع إلى مستويات حرجة في غزة    السفير الجميع يقدم أوراق اعتماده لرئيس إيرلندا    وزير الموارد البشرية: إنجازات تاريخية ومستهدفات رؤية 2030 تتحقق قبل موعدها    وزير النقل: انطلاق خدمة النقل العام بتبوك منتصف العام القادم    انتقادات من جيسوس للتحكيم بعد مواجهة السد    المؤتمر العالمي للموهبة والإبداع يختتم فعاليات نسخته الثالثة بالرياض    بدء تشغيل الخطوط الجوية الفرنسية Transavia France برحلات منتظمة بين السعودية وفرنسا    هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية ترصد ممارسات صيد جائر بالمحمية    استقرار الدولار الأمريكي قبيل صدور بيانات التضخم    الأمم المتحدة تدعو إلى تحرك دولي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني    عامان للتجربة.. 8 شروط للتعيين في وظائف «معلم ممارس» و«مساعد معلم»    الشتاء يحل أرصادياً بعد 3 أيام    وزير الصناعة: 9.4 تريليون ريال موارد معدنية في 2024    التعاون والخالدية.. «صراع صدارة»    في دوري يلو .. تعادل نيوم والباطن سلبياً    أمير تبوك: نقلة حضارية تشهدها المنطقة من خلال مشاريع رؤية 2030    وصول الطائرة الإغاثية ال24 إلى بيروت    أمير الرياض يطلع على جهود "العناية بالمكتبات الخاصة"    خادم الحرمين الشريفين يدعو إلى إقامة صلاة الاستسقاء    السعودية وروسيا والعراق يناقشون الحفاظ على استقرار سوق البترول    أربعة آلاف مستفيد من حملة «شريط الأمل»    «فقرة الساحر» تجمع الأصدقاء بينهم أسماء جلال    7 مفاتيح لعافيتك موجودة في فيتامين D.. استغلها    أنشيلوتي: الإصابات تمثل فرصة لنصبح أفضل    «شتاء المدينة».. رحلات ميدانية وتجارب ثقافية    مشاعر فياضة لقاصدي البيت العتيق    الزلفي في مواجهة أبها.. وأحد يلتقي العين.. والبكيرية أمام العربي    حوادث الطائرات    الدفاع المدني: استمرار هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    كثفوا توعية المواطن بمميزاته وفرصه    المملكة وتعزيز أمنها البحري    كيف تتعاملين مع مخاوف طفلك من المدرسة؟    حدث تاريخي للمرة الأولى في المملكة…. جدة تستضيف مزاد الدوري الهندي للكريكيت    هنآ رئيس الأوروغواي الشرقية.. خادم الحرمين الشريفين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية    معاطف من حُب    الدكتور عصام خوقير.. العبارة الساخرة والنقد الممتع    جذوة من نار    لا فاز الأهلي أنتشي..!    شركة ترفض تعيين موظفين بسبب أبراجهم الفلكية    هؤلاء هم المرجفون    «هاتف» للتخلص من إدمان مواقع التواصل    اكتشاف علاج جديد للسمنة    السعودية رائدة فصل التوائم عالمياً    خادم الحرمين الشريفين يدعو إلى إقامة صلاة الاستسقاء الخميس المقبل    مناقشة معوقات مشروع الصرف الصحي وخطر الأودية في صبيا    «السلمان» يستقبل قائد العمليات المشتركة بدولة الإمارات    أهمية الدور المناط بالمحافظين في نقل الصورة التي يشعر بها المواطن    المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة يناقش تحديات إعادة ترميم الأعضاء وتغطية الجروح    مركز صحي سهل تنومة يُقيم فعالية "الأسبوع الخليجي للسكري"    "سلمان للإغاثة" يوقع مذكرة تفاهم مع مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية    حقوق المرأة في المملكة تؤكدها الشريعة الإسلامية ويحفظها النظام    استمرار انخفاض درجات الحرارة في 4 مناطق    الكرامة الوطنية.. استراتيجيات الرد على الإساءات    زاروا المسجد النبوي ووصلوا إلى مكة المكرمة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يشكرون القيادة    نوافذ للحياة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شدد على أن "الصداميين والزرقاوي والتكفيريين" أعلنوا حرباً أهلية ... لن تندلع . زيباري لپ"الحياة" : علينا عزل السنة العرب عن الإرهابيين ... ولا إرادة لدى سورية لمنع التسلل
نشر في الحياة يوم 09 - 10 - 2005

كشف وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري عن رغبة حكومته في العمل لپ"عزل"العرب السنّة عن الجماعات الإرهابية خشية توريطهم في أعمال العنف من جانب"أزلام صدام والمتشددين". واعتبر أنپ"الصداميين، وجماعة الزرقاوي والتكفيريين"أعلنوا الحرب الأهلية من طرف واحد. لكنه شدد على انها لن تندلع بسبب عدم استجابة المجموعات المُستهدفة، مشيراً الى انه أبلغ ذلك الى وزراء اللجنة العربية.
وأوضح زيباري في حديث مطول الى"الحياة"أن اجتماع اللجنة الوزارية العربية الخاصة بالعراق"كان مفيداً جداً"وشكل نقطة تحول إيجابية في الموقف العربي مما يجري في العراق. وقال إنه لا يزال عند موقفه من"غياب الإرادة السياسية السورية"لمنع تسلل المسلحين إلى العراق، معتبراً أن لدى سورية"أكبر الأجهزة الأمنية، وتعرف الداخل والخارج والطائر وحتى المدفون في الأرض"!
وتحدث عما تردد حول طلب الأكراد من بلدان افتتاح ممثليات لهم ، قائلاً إن حقيقة ما أثير هو دمج مكاتب الممثليات الكردية لديها مع السفارة العراقية في كيان واحد.
وتطرق الحديث مع زيباري إلى ما حصل في اجتماع جدة، والأوضاع في العراق، وهنا نصه:
ما هي أسباب تغيير ترتيبات زيارة الأمين العام للجامعة العربية العراق، بعد أقل من 11 ساعة فقط على إعلانها ؟
- الاتفاق كما أُعلن في اختتام اجتماع اللجنة الوزارية العربية، والذي أعلن الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي باعتباره رئيس الاجتماع الأول للجنة، أبرز ما تم فيه، يقضي بذهاب الأمين العام إلى بغداد في زيارة لالتقاء الحكومة العراقية والقيادات المؤثرة في الساحة العراقية، من سياسية ودينية واجتماعية وعشائرية، لتشجيع هذه القوى على تعميق الحوار الوطني. ودرس إمكان عقد"ملتقى"، فما اتفِق عليه في اجتماع جدة ليس"مؤتمراً". كان الاتفاق على ملتقى أو حوار يوفر منبراً للعراقيين لبحث إمكانات مصالحة داخلية وآلياتها. وكانت المطالب التي قدمناها باسم الحكومة العراقية، نتيجة لغياب وتغييب الدور العربي في العراق، وزيارة الأمين العام لن تكون بروتوكولية أو شكلية، بل لتحقيق بعض النتائج المطلوبة. في اليوم التالي الاثنين الماضي اتصل بنا الأمين العام، وأخبرنا انه سيرسل الأمين العام المساعد للشؤون السياسية أحمد بن حلي مع وفد من الجامعة، تمهيداً لزيارته، والمهم في هذه الظروف أن تقوم الجامعة بمبادرة بعد غياب طويل. نحن رحبنا وقلنا له مرحباً بك في العراق وبالأمين العام المساعد، متى ما تفضلتم.
ألم يكن مفاجئاً لكم تغيير الموعد وترتيباته خلال ساعات؟
- لا، لم يكن مفاجئاً، فهذا الموقف الجديد اتخذ لأسباب"فنية"تتعلق بإجراءات التحضير لزيارة الأمين العام العراق. أعرف أن هذا التغيير تم خلال ساعات، لكننا نحن نتفهم ولسنا من المتشبثين والمتزمتين في مواقفنا، فالمهم أن تتحرك الجامعة. إن الزيارة ليست هدفاً في حد ذاتها، لكن المطلوب أن تؤدي إلى تفعيل الدور العربي ودور الجامعة، والتواصل العربي مع العراق.
هل هناك أسباب لتأخر التواصل العربي مع العراق، عرضتموها في اجتماع جدة؟
- خلال الاجتماع كان موقفنا واضحاً جداً، وقلنا: إذا كانت لديكم مخاوف، وهواجس من زيادة نفوذ إيراني أو إقليمي في العراق، فالسبب هو غياب دوركم ووجودكم معنا في العراق. حتى الأمير سعود الفيصل كان واضحاً إذ قال إن الوقت حان لحضور عربي في العراق، وأن التغيب عنه لا بد من أن ينتهي. لذا أعتقد بأن اجتماع جدة كان مفيداً جداً، ونقطة تحول في الموقف العربي الذي نحتاج إلى تطويره فهناك استحقاقات مهمة بينها الاستحقاق السياسي والدستوري والانتخابي، وهي استحقاقات ستقرر المستقبل السياسي للعراق واستقراره. نحن في العراق بحاجة لأن يكون هناك تفاعل إيجابي، وتواصل ودعم وتشاور مستمر حول كل هذه القضايا.
بعد اجتماع جدة وجلسة المكاشفة التي وصفت بأنها"طويلة ومعمقة"هل تثقون بأن عمرو موسى ماض في ترتيبات زيارته للعراق، تمهيداً لملتقى المصالحة بين فرقاء الداخل والذي دعت إليه السعودية؟
- المبادرة السعودية تتطلب مراحل. فزيارة الأمين العام لبغداد مهمة، حتى من الناحيتين المعنوية والرمزية. البلد منذ عامين يحترق، وجامعة الدول العربية تشاهد من دون موقف، أو رأي، لذلك الزيارة لها قيمتها المعنوية لدى العراقيين كمرحلة أولى.
وكيف ستنعكس الزيارة عملياً في حل مشكلات العراق وهو"يحترق"؟
- الجانب العملي في زيارة الأمين العام والمرحلة اللاحقة في سبيل تحقق المبادرة السعودية، سيكون مرتبطاً بنتائج المشاورات والاتصالات بالقيادات العراقية المعنية، للإعداد للملتقى الوطني بين العراقيين تحت مظلة الجامعة العربية.
العراق مقبل بعد أيام على الاستفتاء الشعبي لإقرار الدستور الدائم، وبعده بشهرين الانتخابات.. ألن تؤثر زيارة موسى في هذين الموعدين في سبيل المصالحة الوطنية وضمان مشاركة كل القوى العراقية؟
- الحكومة العراقية ملتزمة إجراء الاستفتاء في موعده، وكذلك الانتخابات، فهذا من متطلبات قرار مجلس الأمن الرقم 1546، وسنرى ما الذي يمكن أن تقوم به الدول العربية والجامعة من مساعدة في هذا الاتجاه لتطوير هذه العملية وتفعيلها واغنائها، وتوسيع المشاركة فيها. لذا لن تحدث أي تغييرات في المواعيد المحددة في قرار مجلس الأمن.
أين سيعقد الملتقى، في العراق أو خارجه؟
- هذا الموضوع تم بحثه، فقدمنا المقترحين. انعقاده داخل العراق كان موقف الحكومة العراقية. ولكن إذا اكتملت الفكرة مع القيادات العراقية يمكن عقد الملتقى في القاهرة.
هل كل ممثلي القوى العراقية سيسافرون إلى القاهرة؟
- نعم، يمكن لهم إذا رأوا ذلك وتحت مظلة الجامعة العربية.
وماذا عن اقتراحكم عقد الاجتماع في إقليم كردستان؟
- نعم هذا كان اقتراحاً. لكن المسائل غير مقررة حتى الآن. ويعتمد اختيار مكان الملتقى على نتيجة محادثات وفد الجامعة. توجد حوارات في العراق، والمسألة ليست مغلقة، هناك مؤتمرات للمصالحة، واجتماعات بين القوى والكتل والتحالفات. أما المجموعات التي تستخدم السلاح والإرهاب كوسيلة للوصول إلى غايتها، فيصعب جداً إقناعها بفكرة المصالحة والمشاركة. الحكومة العراقية في الانتخابات السابقة قاطعها الإخوة العرب السنّة، وما كان عندهم تمثيل قوي في الجمعية الوطنية، ولا في الحكومة المشكلة، لكن هذه الحكومة فتحت قلبها وصدرها، وتواصلت معهم وشجعتهم على المشاركة. في العراق حوار، وهناك مجموعات إرهابية مطلوبة، لا مكان لها في أي لقاء، مثل مجموعات التكفيريين والزرقاوي والمتشددين. المبدأ يقول إن كل من ينبذ العنف والسلاح والإرهاب أهلاً وسهلاً به. وإذا كانت المجموعات"البعثية - الصدامية"تؤمن بالعنف وتدمير السلطة القائمة، والعودة إلى سلطتها بقوة السلاح، يصعب جداً استيعابها. إذا استطعت أن تعزل الجماهير الواسعة من العرب السنّة عن هاتين الفئتين، عن أزلام صدام وبقايا صدام والنظام الصدامي، وعن التدميريين المتشددين، إذذاك نقول أهلاً وسهلاً.
هل لديكم قناعة بأن العرب السنة يحتاجون إلى عزل عن الفئتين، بمعنى أنهم متهمون بالضلوع في مساندتهما؟
- الكل يريدهم السنة العرب باستخدامه العنف والإرهاب، بغرض توريط هذه الشريحة المهمة ضد الوضع السياسي الجديد.
لكن الكلام الذي تقوله يعكس قناعة حول استعداد السنة فقط لأعمال العنف والإرهاب؟
- لا، هم بجهودهم، جهود الصداميين والزرقاويين والتكفيريين...
تستهدف توريط السنّة من دون الآخرين؟
- نعم هذه الحقيقة.
لماذا؟
- لأنهم جماعات العنف المسلح ضعفاء، ولا قاعدة جماهيرية شعبية لهم. لذلك يسعون الى الاتكاء على هذه الورقة السنة العرب في سبيل مجابهة القوى الأخرى الممثلة في الحكومة التي انبثقت من انتخابات شرعية. يجب ألا نعطيهم مثل هذه الفرصة.
هل قلت هذا الكلام أمام الأمير سعود الفيصل وأعضاء اللجنة في جدة؟
- نعم.
وما تعليقهم؟
- كنا متفقين في الرأي. لذلك، إذا كان ملتقى المصالحة الذي دعت اليه السعودية سيؤدي إلى هذه النتيجة عزل السنّة عن جماعات العنف المسلح، والدول العربية تستخدم نفوذها الإيجابي البناء...
تحديداً على السنّة؟
- تحديداً على هذه القيادات في سبيل التوصل إلى فهم وطني مشترك لهذه المرحلة، فأهلاً وسهلاً. هناك مسائل دستورية مثلاً، مسودة الدستور تقريباً أنجزت. هناك بعض التعديلات المقترحة التي ستدعم بعض الفقرات، ولن تخضعها لأي تأويلات يمكن إجراؤها أيضاً. ويمكننا إذا أدخِلت تعديلات جذرية، الاتفاق على آليات تعديل الدستور مستقبلاً. فهو ليس قرآناً. فهو سيتغير ويتغير لأن الحياة تتغير. لكن النقطة الأساسية هنا هي الانتخابات، وإذا كانت هناك مشاركة فعالة للعرب السنّة، وبات لهم حضور في البرلمان الجديد، سيكون لهم تأثير في أي تغييرات أو تعديلات مستقبلية.
بما أنكم تدركون الظروف التي يعيشها العرب السنّة ومحاولات الجماعات المسلحة استقطابهم، لماذا تصرون على طلب الدعم العربي للضغط عليهم؟
- الذي يحصل الآن من لامبالاة وعدم اكتراث القوى العربية يجعل هؤلاء يشعرون بأنهم مدعومون. على الدول العربية أن تسألهم عن تضررهم بعدم دخولهم الانتخابات السابقة، وهل يريدون تكرار الخطأ نفسه.
هل يريحكم في الحكومة العراقية أن تدعو دولة مثل السعودية إلى استضافة قادة السنة العرب...؟
- الموقف السعودي واضح جداً. الأمير سعود الفيصل أوضح أن المملكة تقف على المسافة نفسها من كل فئات الشعب العراقي. نرى أنها لن تتدخل في الشأن الداخلي العراقي، ولا نحن نقبله ولا أي دولة. لكن السعودية لها تأثير، لها مكانتها الدينية المعنوية والسياسية والعربية الإسلامية إلى آخره، ويمكن أن تقوم بدور أكثر فعالية.
هل ترى أن تدخلاً سعودياً كفيل بحل الإشكال المحيط بالعرب السنة؟
- ضروري أن يكون هناك جهد عربي مشترك للسعودية والدول الأخرى الخليجية ومصر والجامعة وسورية والأردن. ولهذا فإن العودة إلى خيمة الجامعة كإطار للكل، إلى حل هذا الإشكال.
قدمتم لاجتماع جدة ثمانية مطالب رئيسة لوضعها في الاستراتيجية العربية المحددة لدعم العراق ومساعدته، فماذا نلتم من الاجتماع؟
- تفهموا كل هذه المطالب. وهي أبسط ما نطلبه. في السابق كان السؤال: ماذا يريد العراق من العرب؟ فقلنا العراق يطلب بعض الخطوات العملية والميدانية منكم في سبيل أن يشعر شعبه بأنكم مهتمون ومعنيون بما يجري، ولا تتشفون فينا.
إن تلك الاقتراحات المطالب الثمانية هي أبسط ما يمكن أن نقدمه.
بما فيها مسألة الديون؟
- حتى الديون، كان هناك تفهم جيد لمسألتها.
لكن الموقف المعلن سابقاً هو صعوبة التراجع عن المطالبة بها؟
- لا. في آخر اجتماع لمجلس الجامعة كان هناك تخفيض لهذه الديون ونادي باريس بنسبة 85 في المئة تقريباً. ونقول أنتم عرب واخوة لنا حريصون على مصالح العراق أكثر من حرص فرنسا وألمانيا، فالمفروض أن تلغى الديون أصلاً. فهذه الأموال أعطيت في وقتها ولم تحمل صفة الديون بمعنى الكلمة.
لديكم موقف معلن مضاد لما تحذر منه الدول العربية الرئيسة في المنطقة من احتمالات قوية لاندلاع حرب أهلية في العراق...
- أنا من الذين يقولون إن وقوع قتال أهلي في العراق لن يحصل. والسبب أن الأطراف المُتلقية لهذا القتل والتهديد لا تستجيب لدعوات الحرب الأهلية. يعني جماعة صدام يسعون الى إشعال فتيل الحرب الطائفية. وجماعة الزرقاوي أعلنوا حرب إبادة على الشيعة، على الأكراد، والآخرين. لكن المُستهدفين لا يستجيبون للقيام بعمليات انتقامية. لذلك ظروف الحرب الأهلية وشروطها غير متوافرة ولن تحدث. فهي حرب أهلية معلنة من جانب واحد أي من الإرهابيين والصداميين والتكفيريين. الحرب الأهلية تحدث عندما تبدأ القوميات والطوائف بذبح بعضها بعضاً، وهذا لن يحدث.
في كلمتك أمام مجلس الأمن في دورته الأخيرة تناولت غياب الإرادة السياسية لدى سورية لمنع المسلحين من التسلل الى العراق.
- هذا ناقشناها في اجتماع جدة. وأكدنا أن هذا هو موقف الحكومة العراقية، بصرف النظر عما تسمعوه من هذا المسؤول العراقي أو ذاك. فأنا كمسؤول عراقي تهمني مصلحة بلدي وشعبي، عندما أشاهد دخول مئات من الانتحاريين مجبر أن أسمي الأشياء بأسمائها، ولا نخاف إلا الله.
هكذا تحدثتم إذاً؟
- بالضبط. وما قلته في مجلس الأمن تحدثت به إلى الرئيس بشار الأسد، ومع وزير الخارجية السوري فاروق الشرع في كل اجتماع، في بروكسيل والقاهرة وبغداد ودمشق وغيرها، والآن في جدة. وقلت لهم بوضوح أنكم لا تتعاونون بالدرجة المطلوبة...
لكن السوريين يكررون بأعلى صوتهم أنهم بذلوا كل ما يستطيعون لحماية الحدود مع العراق...
- المسألة ليست مسألة فنية تكتيكية، ولا مسألة تكنولوجيا ضبط حدود ومناظير ليلية... إلى آخره. انها مسألة إرادة. إذا عندك رغبة فلديك أجهزة أمنية قوية داخل سورية... من أكبر الأجهزة الأمنية تعرف الداخل والخارج والطائر... حتى المدفون في الأرض. من هذا المنطلق نحن نحصرها في إرادة سياسية. إذا أرادوا يستطيعون، أما إذا لم يرغبوا في ضبط الحدود فلديهم ألف حجة وحجة.
بعد حديثكم مع الرئيس السوري والذي مرّ عليه سنة ونصف سنة تقريباً هل لمستم تحسناً؟
- لم تتغير الصورة، ما عدا بعض الإجراءات الحدودية الشكلية. بالنسبة الى التسلل ليس هناك نقص في المعلومات والبيانات، وكثير من وزراء الخارجية مطلعون على كل هذه المعلومات.
عبر تقارير ومذكرات عامة؟
- لا، عبر معلومات دقيقة واستخباراتية موثقة.
أتكشف هذه المعلومات عن مكان خروج العناصر المتسللة؟
- نعم.
بمن فيهم السعوديون؟
- هناك سعوديون.
أقصد هل تعرف السعودية بهذه المعلومات ومواقع خروج المسلحين؟
- هنا يوجد فرق بين موقف هذه الدولة من تلك، وكيفية تعاملها مع مثل هذا الوضع. هناك سعوديون حالياً في العراق، منضمون أو أعضاء في الشبكات التكفيرية والإرهابية والانتحارية... هؤلاء تسللوا، وطرق تسللهم واضحة. معظم عمليات التسلل يحدث من على الحدود السورية - العراقية. وهناك تسللات أخرى تحدث عبر الحدود السعودية ? العراقية ولكن بنسبة أقل.
وكم هذه النسبة؟
- لا أعرف تحديداً، لكنني أقدر أن أقول أن هناك عدداً كبيراً من السعوديين موجودون في العراق، قسم منهم تسلل من الحدود السعودية، والقسم الأكبر من الحدود السورية. وهناك شبكات تنظم هذه العملية.
هل لديكم شعور بأن السعودية قادرة على منع هؤلاء؟
- هناك تفاهم، وتعاون أمني بيننا وبين السعودية.
لكن يبدو أن تصريحات وزير الداخلية العراقي ستفسد هذا التعاون...
- لم يفسدها، ونحن عبرنا عن موقف الحكومة من هذه التصريحات التي اعتبرتها مؤسفة وغير موفقة لا في توقيتها ولا في مغزاها ومحتواها. لذلك آمل بألا تؤثر في العلاقات الأخوية بين العراق وشعبه وبين المملكة العربية السعودية. والأمير سعود الفيصل تقبل أسفي واعتذاري باسم الحكومة والشعب العراقيين، وقلت صراحة ان وزارة الخارجية العراقية هي التي تعكس المواقف الرسمية للحكومة العراقية. تلك التصريحات نوقشت في البرلمان العراقي ووجدت رفضاً قاطعاً لها.
ترددت معلومات عن محادثات أجراها الأكراد مع دول عدة بينها دول في المنطقة، كشفوا فيها رغبتهم في افتتاح ممثليات لهم.. فما الذي يعنيه هذا؟
- هذا سؤال جيد لإيضاح حقيقة الموضوع. نحن لا نرغب بازدواجية في تمثيل سيادة العراق. هذا هو المبدأ. لدى الحكومة الكردية، الإدارة الكردية مكاتب في الخارج، تقوم بنشاطاتها. الفكرة تقوم على دمج هذه المكاتب في السفارات العراقية، لتكون كل سفارة وحدة سياسية واحدة ممثلة لكل العراقيين. فهي عملية توحيد وليست تجزئة، بعكس ما يتصور كثيرون. وستتم تلقائياً بحيث يكون السفير العراقي هو من يمثل العراق في هذه البلدان، وأعضاء المكاتب الكردية سيكونون هم الهيكل الديبلوماسي العراقي في تلك البلدان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.