تواصلت أمس تفاعلات الازمة بين رئيس الجمهورية العراقية جلال طالباني ورئيس الوزراء ابراهيم الجعفري، فيما بحث وفد كردي يمثل الحزبين الكرديين الرئيسيين في شمال العراق مع رئيس قائمة"الائتلاف العراقي الموحد"الشيعية عبدالعزيز الحكيم الازمة مع الجعفري الذي يتهمه الأكراد ب"التفرد باتخاذ القرارات". وقال بهاء الاعرجي عضو اللجنة الدستورية في الجمعية الوطنية البرلمان عن قائمة"الائتلاف العراقي الموحد" الشيعية ان"تصريحات رئيس الجمهورية ضد رئيس الوزراء لا تستند الى قانون وتندرج في اطار الدعاية الانتخابية غير المشروعة". واضاف في مؤتمر صحافي امس ان"الرسالة التي وجهها الاكراد إلى الجعفري تعد وثيقة رسمية لا يجوز نشرها في وسائل الاعلام"واتهم الاعرجي الاكراد بأنهم يريدون تكريس مبدأ"كردستان لي وانا شريككم بكل العراق". وقال:"طالبنا في الجمعية الوطنية باستدعاء رئيس الجمهورية لشرح موقفه امام اعضاء الجمعية غير ان طلبنا لقي اعتراضات غير مبررة من الاعضاء الاكراد في الجمعية ... لكننا مصرون على استضافة رئيس الجمهورية كي تنتهي هذه المهازل التي اساءت للعراق". وقال عضو الوفد الكردي محمود عثمان أ ف ب ان"الوفد التقى مساء الاثنين عبدالعزيز الحكيم وهناك احتمال ان يلتقي رئيس الوزراء الجعفري". واضاف ان الوفد"بحث مع الحكيم في مسألة ضرورة عدم الانفراد في اتخاذ القرارات وان اي قرار يتخذ يجب ان يحصل على موافقة القائمتين المشاركتين في الحكم". وأوضح ان"الوفد بحث مع الحكيم في خمس نقاط اساسية هي كيفية تطبيق المادة 58 من قانون ادارة الدولة التي تشمل خصوصاً مشكلة كركوك وضرورة التشاور بين الكتلتين الكردية والشيعية عند اتخاذ اي قرار ومسألة عقد اجتماعات دورية بين هيئة الرئاسة ورئاسة الوزراء والبرلمان لحل المشاكل". واعتبر عثمان ان"الموضوع لا يخص الجعفري فقط بل يجب بحثه بالتفصيل مع لائحة الائتلاف العراقي بسبب وجود ميثاق تعاون بين القائمتين موقع في آذار مارس الماضي وهذا الميثاق تجب مراجعته". وأضاف ان"النقطة الخامسة تتعلق بالتعامل مع العرب السنة والاعتقالات العشوائية التي يتعرضون لها وضرورة وضع حد لذلك". واكد ان"هناك تصميماً لدى الطرفين على حل هذه المشكلة". يذكر ان الوفد الكردي يضم كوسرت رسول علي رئيس المكتب السياسي في"الاتحاد الوطني الكردستاني"بزعامة الرئيس جلال طالباني وفاضل ميراني سكرتير"الحزب الديموقراطي الكردستاني"بزعامة مسعود بارزاني وفؤاد معصوم فضلاً عن عثمان. ووصف رسول المحادثات التي يجريها الوفد الكردي في بغداد بأنها"مصارحة وطنية". من جانبه، اكد رضا جواد تقي القيادي في"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية"الذي يتزعمه عبدالعزيز الحكيم انه"تم الاتفاق مع الوفد الكردي على احتواء الازمة بين الرئيس جلال طالباني ورئيس الوزراء ابراهيم الجعفري". واوضح انه"تم تشكيل لجنة لهذا الغرض تضم اعضاء في القائمتين ستجتمع في وقت لاحق"مشيراً الى ان"هذا هو الحل المناسب". وكان الزعيمان الكرديان جلال طالباني ورئيس الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني قد وجها مذكرة الى ابراهيم الجعفري تتضمن 16 مطلباً تضمنت اتهامات للجعفري بالانفراد باتخاذ القرارات وعدم احترام بنود الاتفاق بين قائمتي"التحالف الكردستاني"و"الائتلاف". ويطالب الاكراد بمدينة كركوك النفطية كجزء لا يتجزأ من كردستان العراق. وبحسب المادة 58 من قانون ادارة الدولة للمرحلة الانتقالية الذي وضعه مجلس الحكم الانتقالي 2003 -2004 على الحكومة ان تسمح للسكان الاكراد الذين طردوا من كركوك ابان حكم صدام حسين بالعودة اليها او الحصول على تعويضات عادلة ضمن مهلة زمنية لم تحدد، وان تتيح للذين استقروا فيها ايجاد ارض في مسقط رأسهم الاصلي.