تبذل لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية جهوداً كبيرة لتطويق الاحداث والصدامات الدامية التي وقعت يومي الاحد والاثنين الماضيين بين الشرطة الفلسطينية وانصار"حركة المقاومة الاسلامية"حماس. وتعقد اللجنة المؤلفة من ممثلي 13 فصيلاً فلسطينياً، اضافة الى عدد من الشخصيات المستقلة، سلسلة لقاءات لبحث سبل وضع حد للاشتباكات المسلحة، التي أوقعت ثلاثة قتلى واكثر من 50 جريحاً. وكان من المقرر عقد لقاء للجنة المصغرة الميدانية المنبثقة عن لجنة المتابعة ظهر أمس في مدينة غزة إلاّ ان اللجنة لم تلتئم بسبب بعض التباينات وعدم وجود ردود حاسمة من جانب بعض الاطراف، خصوصاً حركة"حماس"التي ما تزال تدرس الوضع الذي انفجر من دون سابق انذار مساء الاحد بين الطرفين. وستعقد اللجنة اجتماعاً ليل الثلثاء - الاربعاء في المدينة للبحث في كيفية وضع حدّ لهذه المواجهات الدامية وضمان عدم حصولها مستقبلاً، علماً أن كثيرين قالوا انه لا يوجد سبب لعدم حصولها في المستقبل، خصوصاً وان المرحلة الثالثة من الانتخابات البلدية ستجري في كانون الاول ديسمبر والانتخابات التشريعية ستجري في الخامس والعشرين من كانون الثاني يناير المقبل، وهي تمثل سببين كافيين لوقوع خلافات قد تتطور بسهولة الى صدامات دامية. وعزا عضو المكتب السياسي للجبهة الديموقراطية صالح زيدان في تصريح الى"الحياة"السبب وراء الصدامات الى اصرار السلطة وحركة"فتح"على الاستمرار في نهج التفرّد والاستفراد بالقرار، فيما هناك ازدواجية من جانب حركة"حماس"، معتبراً النهجين كليهما خاطئين، و"يجب أن يتوقف الطرفان". ورأى ان الحل يكمن في ان يتم تفعيل عمل اللجنة المكلفة اعادة تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية على اسس صحيحة تضمن مشاركة الجميع، وتنفيذ اعلان القاهرة الصادر في 17 آذار مارس الماضي في ختام حوارات فلسطينية فلسطينية استضافتها العاصمة المصرية. وعزا أمين سر لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية ابراهيم ابو النجا اسباب الصدامات الى ضعف السلطة الفلسطينية، والتعبئة الخاطئة من جانب جميع الاطراف والفصائل، كذلك ما وصفه بأنه مؤامرة دولية تشارك فيها دول اسلامية وعربية تحاك ضد الشعب الفلسطيني. وشدّد على ان اللجنة ستلجأ الى الشعب الفلسطيني ليقول كلمته في حال تجدّدت مثل هذه الاحداث، وانه تم حض المواطنين في مخيم الشاطئ للاجئين على النزول الى الشارع وقول لا للصدامات والاشتباكات التي وقعت بين الشرطة وحركة"حماس"في المخيم وتم خلالها قصف مركز للشرطة بقذائف"ار بي جي"واحراق محول كهربائي.