ربط وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اي تقدم على صعيد الاصلاح والديموقراطية في منطقة الشرق الاوسط بزوال الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية. واعتبر ان الاحتلال "عامل توتر يؤجج دورة العنف في المنطقة في شكل متواصل". وقال لافروف في حديث الى "الحياة" هو الاول منذ تعيينه وزيراً للخارجية، ان المحاولات التي بذلها المجتمع الدولي على مدى نصف قرن للتوصل الى انهاء الصراع في الشرق الاوسط "فشلت بسبب عدم تحقيق الاستقلال للفلسطينيين وبناء دولتهم" واعتبر ذلك "المشكلة الاساسية" التي تغذي دورة العنف في المنطقة و"من دون معالجتها لا يمكن للشرق الاوسط ان يحقق تقدماً في الاصلاحات الديموقراطية والازدهار". وشغل لافروف منصب مندوب روسيا الدائم في مجلس الامن قبل تعيينه وزيراً وهو لعب دوراً اساسياً في صوغ قرار المجلس الرقم 1515 واطلاقه، الذي اشار للمرة الاولى الى الدولة الفلسطينية. ورأى الوزير ان على الفلسطينيين والاسرائيليين "ان يصلوا الى قناعة بعدم جدوى استخدام القوة" لحل الصراع، وقال ان الاسرائيليين "ينبغي ان يدركوا ان استمرار احتلال الاراضي الفلسطينية يضرّ بمصالحهم ولا يحقق لاسرائيل الامن، وفي الوقت نفسه فإن على الفلسطينيين تجنب وسائل الارهاب التي لا تحقق شيئاً من مطالبهم العادلة، وتؤخر امكان تحقيق استقلالهم". ولفت لافروف الى "خريطة الطريق" التي اقرها الرباعي الدولي فقال انها لا تزال تشكل "الاساس الواقعي الوحيد للخروج من نفق المواجهات" وانها "توفّر حلاً يقود الى وجود دولتين تعيشان جنباً الى جنب في حدود آمنة ومُعترف بها". لكنه لفت الى ان مسائل التسوية النهائية متروكة للاتفاق بين الجانبين عن طريق المفاوضات و"الاتفاق ينبغي ان يكون واقعياً وعادلاً ويأخذ في الاعتبار مصالح الجانبين دينياً وسياسياً". وشدد لافروف على ان قرارات مجلس الامن 242 و383 و1397 و1515 هي "الاساس القانوني لأي اتفاق سيتوصل اليه الطرفان في المستقبل". وتطرق الى خطة الانسحاب من قطاع غزة، واعرب عن تأييد موسكو لها بوصفها "جزءاً من ترتيبات الانسحاب من الاراضي المحتلة" لكنه لفت الى ان السلطة الفلسطينية بقيادتها ومؤسساتها هي الجهة الوحيدة التي تحظى باعتراف دولي ويحق لها ان تفرض سلطتها على المناطق التي تنسحب منها اسرائيل. وحذّر من اعتبار انسحاب اسرائيل من القطاع "تنفيذاً كاملاً للمطالب الدولية"، وقال ان موسكو تنظر الى الاقتراحات الاسرائيلية باعتبارها خطوة ايجابية ومهمة، لكنها لا تزيد عن كونها "خطوة اولى نحو الحل الشامل". ولم يستبعد لافروف ان تطرح في وقت لاحق مسألة الوجود الدولي في قطاع غزة لمساعدة الفلسطينيين على النهوض بأوضاعهم. واشار الى دور محوري يمكن ان تقوم به مصر في هذا الاطار، اضافة الى جيران الفلسطينيين. واعتبر لافروف ان اهمية انسحاب اسرائيل نهائياً من جزء من الاراضي الفلسطينية تتركز في كونها ستعكس تحولاً نوعياً في اوضاع المنطقة.