لا يعتزم الروائي المصري الأكثر مبيعاً في العالم العربي علاء الاسواني التخلي عن المهنة التي تدر عليه دخلاً كبيراً، على رغم طبع روايته التي حققت شعبية بالغة، ثماني مرات على مدى ثلاث سنوات، وما يجري حالياً من تحويل الرواية إلى فيلم سينمائي تتوافر له موازنة كبيرة. ويقول الأسواني انه يكتب لساعات عدة يومياً ثم يرتدي معطف طبيب الأسنان ويستقبل مرضاه الذين يعتمد على المبالغ التي يدفعونها في كسب قوت يومه. وقال:"كل ما كسبته من الكتابة لغاية الآن دفعته ثمن السجائر والقهوة التي استهلكتها وأنا اكتب"عمارة يعقوبيان". وأضاف أن المبلغ الجيد سيحصل عليه عندما تنشر دار"هاربر كولينز"النسخة الإنكليزية من الرواية. وعندما يتوجه الأسواني الذي درس طب الأسنان في جامعة ايلينوي إلى المؤتمرات الأدبية في الخارج، يتعجب الكتاب الآخرون من عدم تفرغه للكتابة،"في العالم العربي الأمر يختلف عن الغرب. حتى نجيب محفوظ عمل كموظف حكومي حتى تقاعد". ولكن حتى إن كان بإمكان الأسواني أن يترك مهنته كطبيب أسنان فانه لن يتخلى عنها:"طبيب الأسنان يختلط مع ناس من كل نوع وهذا مهم بالنسبة الى الروائي". ويمثل حجم مبيعات رواية"عمارة يعقوبيان"سراً تجارياً حتى بالنسبة الى الأسواني نفسه، ولكنه يقدر أن الرواية باعت نحو 100 ألف نسخة، وهو رقم كبير بالنسبة الى العام العربي الذي لا تحقق فيه الروايات رواجاً كبيراً. والسمة المميزة للرواية هي تصويرها الصادق للجانب الأكثر ابتذالاً للحياة في القاهرة. ومحور الرواية أحد المباني السكنية القديمة في وسط القاهرة. ومن بين الشخصيات الرئيسية في الرواية رجل مثلي وسياسي فاسد وأرستقراطي فاسق من العهد الملكي الذي أطيح به عام 1952. كما أن احدى الشخصيات تنطبق عليه الشروط اللازمة للالتحاق بكلية الشرطة ولكن يتم استبعاده لأن والده بواب. وينضم إلى جماعة متطرفة وتعتقله الشرطة وتعذبه. واقتبس الأسواني عنوان الرواية من الاسم الحقيقي للمبنى السكني الذي كان يضم أول عيادة له.