لم يشعر حوالي 217 مليون مسافر استخدموا المطارات البريطانية العام الماضي ان طائراتهم"مراقبة وتهددها المقاتلات الجوية منذ دخولها أجواء المملكة المتحدة، او حتى الاقتراب منها، وان رئيس الحكومة توني بلير او أحد وزرائه أو مسؤول كبير في الوايتهول مقر الحكومة قادر، اذا تلقى انذاراً، على اصدار الأمر الى السلاح الجوي الملكي باسقاط أي طائرة مدنية، لم تتجاوب مع نداءات برج المراقبة، تحسباً من ان تكون مخطوفة او حتى يستقلها انتحاريون! وكشفت"هيئة الاذاعة البريطانية"بي بي سي في تحقيق مطول، بثته في نشرتها الاخبارية الرئيسية ليل الاثنين، ان"السرب 25"المؤلف من 4 طائرات تورنيدو مستنفر على مدار 24 ساعة للتدخل واسقاط أي"طائرة مشتبه فيها"فور تلقي الأوامر. ويعبر الأجواء البريطانية ما يزيد على مليون طائرة ركاب او شحن سنوياً استخدم نصفها تقريباً مطارات العاصمة او محيطها. وكان اكثر المطارات ازدحاماً هيثرو الذي خدم حوالي 67.43 مليون مسافر ثم مطار غاتويك بحوالي 31.46 مليون راكب ثم ستانستيد بحوالي 20.91 مليون راكب ومطار لوتون 7.53 مليون راكب ومطار"لندن سيتي"1.67 مليون راكب. وتتوقع ادارة الطيران المدني البريطانية ان يرتفع عدد المسافرين عبر المطارات البريطانية الى ما بين 400 مليون و600 مليون مسافر سنة 2030 اذا تم بناء سلسلة مطارات جديدة او توسيع القائمة حالياً ما قد يرفع عدد الرحلات الجوية في الاجواء الى المثلين او اكثر. وسمحت قيادة السلاح الجوي الملكي لمراسل "بي بي سي"برايان هانراهان بدخول قاعدة كونيغسلي الجوية في لينكولنشاير حيث تتركز طائرات سرب التدخل السريع المستنفر على مدار الساعة منذ 11 ايلول سبتمبر 2001"للتعامل مع اخطار استخدام طائرة مدنية كسلاح ارهابي"، كما جرى في الاعتداءات على الولاياتالمتحدة قبل 4 اعوام. وقال المراسل:"ان جاهزية الطيارين مستمرة دقيقة بدقيقة"وهم"ينامون حتى ببذلاتهم الجوية كي لا يفقدوا أية دقيقة حيوية في التعامل مع العدو". واعطى وصفاً لما قال انه"كان انذاراً حقيقياً سبق تحرك مقاتلتين في مواجهة طائرة مدنية لم تستجب الى النداءات". وأشار الى ان الاجواء البريطانية تخضع للمراقبة الدقيقة وان قيادة السرب لا تستطيع التعامل مع"العدو"إلا بعد الحصول على الضوء الأخضر من اعلى المستويات وبعد استنفاذ مختلف السبل لانهاء الأزمة بسلام. وقال الكوماندور بات ماكسينتيك، قائد السرب المسؤول عن مركز القيادة والمراقبة:"لا تعرف مصدر الخطر بالتحديد مع آلاف الطائرات التي تحلق في اجواء المملكة المتحدة دفعة واحدة كل دقيقة". وعما اذا كان الطيارون سيطلقون النار على"الهدف"فور تلقيهم الأمر، قال:"هذا بالتحديد ما سيفعلونه". وعادة ما تستغرق فترة التعامل مع"الطائرة المعادية"نحو 10 دقائق بين تلقي الانذار والوصول الى مقربة منها ويحاول الطيارون، عبر تمارينهم، خفض هذه الفترة وتسجيل ارقام قياسية افضل. وأقر الطيارون بصعوبة تنفيذ أمر اسقاط طائرة مدنية، لكنهم قالوا"انها وظيفتهم"مع الاعتراف بأن ضمائرهم قد تؤنبهم لاحقاً، لكنهم يقولون"ان اللجوء الى المقاتلة هي السلاح الأخير". يُشار الى ان وحدة من رجال الشرطة، عالية التدريب، قتلت بدم بارد في 22 تموز يوليو الماضي المواطن البرازيلي جان تشارلز منزيس بعدما اعتقد افرادها انه احد ارهابيي شبكة النقل. ولم تعترف الشرطة بالخطأ الا لاحقاً. ولم تُشر"هيئة الاذاعة البريطانية"الى"الضوابط"التي يمكن ان تمنع كارثة جوية مدنية! او الى الأسباب التي استدعت تصوير جوانب من عملية الاستنفار والتعامل مع"العدو الطائر"، على رغم ان الاستنفار الجوي معروف منذ زمن بعيد.