لم تكن الجولة التي قامت بها «المدينة» على قاعدة الملك خالد الجوية بخميس مشيط جولة عادية . فدلالات البداية كانت تنبئ أن مفاجآت تنتظرنا داخل المعقل الجوي العتيد .. جولة اكتست «بالشفافية» فالقيادات العسكرية لم تخف عنا شيئا وقدمت لنا صورة حية وواضحة للنجاح في ميدان الشرف . البداية من مطار الملك خالد الإقليمي بجازان أقلتنا إحدى طائرات القوات الجوية إلى قاعدة الملك خالد الجوية بخميس مشيط وما أن حطت بنا الطائرة في أرض القاعدة حتى استقبلنا مدير الشؤون الإعلامية بالقوات الجوية العقيد ركن صالح بن عبد الله بن طالب ومدير الشؤون الإعلامية بالقطاع الجنوبي – قاعدة الملك خالد الجوية الرائد سعيد بن محمد القاضي ومنسوبو الشؤون العامة وكان الاستقبال يشير إلى بداية لجولة مثيرة فبعد استراحة قصيرة في قاعة كبار الزوار توجه الإعلاميون إلى مركز القيادة والعمليات حيث كان في استقبالنا قائد قاعدة الملك خالد الجوية اللواء طيار ركن محمد بن صالح العتيبي الذي قال نريد منكم أن تنقلوا الواقع فليس لدينا ما نخفيه عن العالم لأننا نجهز سلاحنا للدفاع عن أمن وكرامة الوطن ولا نعتدي على أحد ولا ننتهك سيادة الغير فسياسة المملكة معروفة منذ أسس كيانها العظيم جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -يرحمه الله- مبنية على الوضوح وعدم التدخل في الشأن الداخلي للغير وعدم الاعتداء على الغير وهذا ما جعل المملكة تتبوأ مكانة عالمية كبيرة في المفهوم الحقيقي للسلام . وبيّن العتيبي خلال الجولة على أن هذه العمليات هي عمليات مركزية للقطاع الجنوبي حيث تتلقى العمليات المعلومات ويتم جمعها وتحليلها من قبل خبرات وطنية متمرسة ومؤهلة تأهيلاً عالياً ومن ثم تمريرها إلى جهات التنفيذ وقال إن طائراتنا الحربية وطائرات النقل العسكرية تشارك ضمن خطط موضوعة مسبقاً ونحن نتلقى التوجيهات والدعم من سمو قائد القوات الجوية وأكد أن أهدافنا هي أهداف عسكرية ولا نتعرض لأية أهداف مدنية على الإطلاق حيث نهتم بالأهداف العسكرية ونحللها قبل التعامل معها وطائراتنا لا تستخدم الأسلحة المحرمة نهائياً وأهدافنا هي داخل حدود المملكة العربية السعودية فقواتنا هي قوة ردع وسلام وليست قوة اعتداء. اتجهنا إلى قيادة السرب السادس والذي يُطلق عليه نمور القوات الجوية حيث كان في استقبالنا قائد السرب العقيد طيار ركن علي بن فائز الشهري وشرح لنا مهام السرب السادس وشاهدنا ما يرفع الرأس ويعزز الشعور بأمن أكثر لأجوائنا. ثم اتجهنا إلى الإقلاع الفوري لطائرات إف15 المقاتلة وطائرات التورنيدو المقاتلة وشاهدنا عمليات فعلية للإقلاع الفوري في مهام قتالية كما شاهدنا عمليات تجهيز الطائرات المقاتلة بالذخيرة والصواريخ حيث كانت عمليات الإقلاع الفوري ترسم صورة مشرقة لأبطال القوات الجوية من طيارين وفنيين وعمليات مراقبة رادارية ثم شاهدنا انتقال طائرات كوقر المروحية التي تشكل عنصرا هاما من عناصر تتبع الإرهابيين والمتسللين والدعم القتالي وهي من أحدث الطائرات ذات التقنية العالية ثم الطائرة العملاقة «تانكر» التي تقوم بتزويد الطائرات المقاتلة بالوقود في الجو وبعد تناول طعام الغداء قمنا بجولة على برج المراقبة الجوية وعمليات المراقبة الرادارية ثم عدنا إلى مناطق إقلاع وهبوط الطائرات المقاتلة المشاركة في المعركة والتي كانت أول المشاركين في قصف تحصينات العدو منذ اللحظة التي نشبت فيها المعركة مع المتسللين . رافق «المدينة» في جولتها العقيد طيار أحمد بن علي عسيري أحد أبرز الطيارين السعوديين وعلى المستوى العالمي والعقيد ركن صالح بن عبد الله بن طالب والرائد سعيد بن محمد القاضي وعدد من الضباط والأفراد المتخصصين وقد كان فخرنا لا يوصف عندما وجدنا بأن جميع الكوادر التي تتعامل مع هذه التقنية باحترافية عالية هي كوادر وطنية ودعنا تلك الوجوه السعودية المشرقة بالإيمان والعلم وحب الوطن عائدين إلى جازان على متن طائرة سي130 العملاقة.