أن يعيش شخص ما في السجن سنوات وهو ليس مذنباً وتكشف براءته بعد سنوات أمر بات مألوفاً، لكنه من غير المألوف أن يمضي عاقل عمره في مصحة عقلية. فقبل اكثر من نصف قرن شخصت حالة ماتشال لالونغ على انه مختل عقلياً وأدخل مستشفى للامراض العقلية في منطقة نائية شمال شرقي الهند. وقبل شهور قليلة انتهت القصة الحزينة بل المأسوية للرجل العاقل الذي أمضى نحو نصف قرن في مصحة عقلية فأُطلق سراحه بعد ان تبين للجنة الوطنية لحقوق الانسان ان السلطات الصحية أخطأت وانه لا يعاني سوى من صرع. وقال وزير الداخلية في ولاية اسام روكيبول حسين لم نكن نعلم بحالة ماتشال لالونغ لكن بمجرد علمنا بها اتممنا على الفور كل الاجراءات القانونية لضمان اطلاق سراحه، وتابع"أشعر بأسى فعلي من أجله". وأدت الفترة التي عاشها بين مرضى نفسيين على مدى 54 عاماً الى اختلاله نفسياً فنسي اسرته والطريقة التي تتحدث بها قبيلته وحتى طعم الطعام الذي كان يحبه. ولا تمثل الحياة التي عاشها قبل ايداعه المستشفى سوى وميض خافت في ذاكرته ولا يذكر جيداً قصة ايداعه مستشفى الامراض العقلية ومن أرسله إليه. وتقاعد الاطباء الذين كانوا يتولون علاج لالونغ وفُقدت كل البيانات التي تخصه. ويقول لالونغ انه يريد ان يعيش في سلام حتى يموت. وقال من منزل ابن شقيقته في قرية سيلتشانغ التي تبعد 90 كيلومتراً شرق مدينة جواهاتي المدينة الرئيسية في ولاية اسام"اشعر بالاسى لما حدث لحياتي لكن لا فائدة الآن من التذمر. انني فقط انتظر الموت".