قام رئيس الوزراء الياباني جونيتشيرو كويزومي بزيارة مثيرة للجدل لضريح قتلى الحرب العالمية الثانية في طوكيو. ويعتبر ضريح"ياساكوني"رمزاً للماضي العسكري الياباني, كونه يضم رفات عسكريين متهمين بارتكاب جرائم حرب الى جانب 2.5 مليون قتيل ياباني. وأثارت الزيارة امس, اعتراضات سريعة وغاضبة من الصينوكوريا الجنوبية, كما هي الحال خلال زيارات كويزومي السنوية إلى الضريح. وزار كويزومي الضريح امس, مرتدياً بزة داكنة اللون بدلاً من الزي الياباني التقليدي الذي ارتداه في زيارات سابقة. وانحنى وضم يديه ليصلي ووقف صامتاً لدقيقة, عاد بعدها إلى سيارته أمام انظار جمهور احتشد تحت الأمطار الغزيرة. ولم يدخل رئيس الوزراء إلى الضريح مثلما اعتاد أن يفعل. ونقلت عنه وكالة أنباء"كيودو"قوله انه قام بهذه الزيارة"بصفته مواطناً فرداً". واعتبر زيارته تعبيراً عن احترامه للموتى وللصلاة من أجل السلام, وأكد أن جارتي بلاده الصينوكوريا الجنوبية ستتفهمان موقفه في نهاية المطاف. احتجاجات ورأت وسائل الإعلام اليابانية في الجو المتواضع المحاط بهذه الزيارة محاولة لإسكات رد الفعل المتوقع. ولكن وانغ يي السفير الصيني لدى اليابان, وصف الزيارة بأنها"استفزاز خطير للشعب الصيني". ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة شينخوا عن وانغ قوله ان"الحكومة الصينية تعارض زيارات رئيس الوزراء الياباني جونيتشيرو كويزومي إلى نصب ياساكوني في أي وقت وأي صورة". ونصحت السفارة اليابانية في بكين مواطنيها بالابتعاد عن المناطق التي يحتمل أن تنطلق منها تظاهرات مناهضة لليابان مثل تلك التي اجتاحت الصين في وقت سابق من هذا العام. واستدعى وزير الخارجية الكوري الجنوبي بان كي مون السفير الياباني اوشيما شوتارو ليقدم له شكوى في هذا الإطار. وقال:"نحتج بشدة على زيارة نصب ياسوكوني, على رغم طلباتنا ودعواتنا الحثيثة إلى عدم تكرارها". وتجمّع نحو 15 متظاهراً أمام مقر السفارة اليابانية في سيول, وحاول رجل تمزيق العلم الياباني بأسنانه. وتنتاب الشركات اليابانية مخاوف من أن يوثر سوء العلاقات الديبلوماسية في العلاقات الاقتصادية المزدهرة, مع دول الجوار وخصوصاً الصين, إذ تصل نسبة التجارة سنوياً بين البلدين إلى نحو 212 بليون دولار. وتجنّب رئيس الوزراء الياباني زيارة الضريح في 15 آب أغسطس الماضي, المصادف ذكرى استسلام اليابان عام 1945 ما أنهى الحرب العالمية الثانية. وهو تاريخ يثير المشاعر في المنطقة. ولكن زياراته في تواريخ أخرى أثارت غضب الصين ودول أخرى. وظهرت مخاوف من أن تؤدي زيارة كويزومي إلى تعقيد جهود التنسيق لقمة بين الزعماء الصينيينواليابانيين في وقت لاحق من العام. ونقلت وسائل الإعلام أن الصينواليابان تحاولان الترتيب لمحادثات في بكين تجمع بين وزير الخارجية الياباني نابوتاكا ماتشيمورا ونظيره الصيني لي تشاو شينغ لمناقشة احتمال عقد قمة. وأعلن القصر الرئاسي في كوريا الجنوبية البيت الأزرق أنه من غير المرجح أن يلتقي الرئيس روه مو هيون رئيس وزراء اليابان في قمتهما النصف سنوية. وقالت سون ميرا الناطقة باسم"البيت الأزرق":"ما لم يحدث تغير في الظروف نعتقد انه من الصعب أن نمضي قدماً في القمة المكوكية هذا العام".