أكدت استطلاعات جديدة للرأي في اسرائيل حقيقة ان حزب"العمل"المحسوب على يسار الوسط يواجه صعوبات جمة في الخروج من مأزقه المتواصل منذ سنوات كثيرة وفي طرح بديل حقيقي لحكم حزب"ليكود"، الى درجة أن نحو نصف منتسبي"العمل"يفضلون رئيس الحكومة الحالي زعيم"ليكود"ارييل شارون رئيساً للحكومة المقبلة على زعيم حزبهم العجوز شمعون بيريز الذي ترجح استطلاعات أخرى بقاءه في منصب زعيم الحزب بعد الانتخابات الداخلية المقبلة المقررة الشهر المقبل. ووفقاً لاستطلاع نشرته"هآرتس"أمس فإن اكثر من 46 في المئة من منتسبي"العمل"يفضلون رؤية شارون على رأس قائمة انتخابية جديدة ينضوي تحتها حزب"العمل"على ان يقودها بيريز، بينما عارض الفكرة 44 في المئة. وأيدت غالبية مطلقة 76 في المئة موقف بيريز الداعي للبقاء في الحكومة الحالية بزعامة شارون حتى نهاية ولايتها بعد عام، في حين دعا 16 في المئة الى الانسحاب من الحكومة. واختلف الفارق في استطلاع"يديعوت احرونوت"لكن غالبية من 67 في المئة مقابل 29 في المئة أيدت مواصلة الشراكة الحكومية. ورأى 85 في المئة من اعضاء"العمل"وجوب أن يولي الحزب الأهمية القصوى للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية، بينما قال 13 في المئة فقط ان الأولوية يجب ان تمنح لمسألة فك الارتباط عن الضفة الغربية. الى ذلك، أشار استطلاع"يديعوت"الى تفوق بيريز على منافسيه على زعامة الحزب بفارق واضح اذ حصل على تأييد 40 في المئة في مقابل 23 في المئة لرئيس نقابة العمال عمير بيرتس. ويرى مراقبون ان مواصلة بيريز تبوأه الصدارة على رغم قناعة غالبية اعضاء"العمل"ان همه الأبرز البقاء في منصبه نائباً لرئيس الحكومة وليس طرح بديل سياسي للاسرائيليين، تعكس عمق الأزمة الفكرية والتنظيمية التي يعيشها"العمل"منذ خسارته الحكم لشارون مطلع العام 2000 وتنذر بأنه لن تقوم قائمة لهذا الحزب طالما استمر غياب شخصيات من جيل الشباب تعيد"العمل"الى سدة الحكم حيث كان في العقود الثلاثة الأولى من انشاء الدولة العبرية. يذكر ايضاً في هذا السياق ان الاستطلاعات تجمع على ان"ليكود"سيحقق في الانتخابات العامة المقبلة نصراً سهلاً وينتزع ضعفي المقاعد البرلمانية المتوقع ان يفوز بها"العمل"، تماماً كما الحال اليوم.