وجدت فرنسا نفسها في حرج كبير جراء تسريب أحد كبار المسؤولين الأمريكيين معلومات عن جهد مشترك فرنسي - أمريكي من أجل إصدار قرارين في مجلس الأمن لمعاقبة سوريا سواء بالنسبة لاتهامها بتسريب أسلحة إلى منظمات فلسطينية في لبنان أو بضلوع مسؤولين فيها في قضية اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري. وأفادت مصادر مطلعة بأن سبب الحرج الأساسي هو التوقيت وليس الخطوات التي تم التوافق عليها بين باريس وواشنطن أثناء الاتصالات التي أجراها الرئيس جاك شيراك ووزير الخارجية فيليب دوست بلازي مع وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس ومساعديها. في هذا السياق، أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية جان باتيست ماثي أمس «ليست دقيقة المعلومات الصحافية حول عمل جار بين عدد من أعضاء مجلس الأمن لصياغة قرار أو أكثر تتعلق بتقريري رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري القاضي ديتليف ميليس والممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة لتنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن. وأضاف: «نحن ننتظر تسليم التقريرين المشار إليهما ونشرهما، ومن ثم مناقشتهما في مجلس الأمن لاتخاذ ما يمكن من خطوات على ضوء ذلك». من جهته، أعلن نائب وزير الخارجية السوري وليد المعلم في حديث نشرته صحيفة «لويفغارو» أمس أن لدى الأمريكيين والفرنسيين خطة لزيادة الضغوط على سوريا وأن تقرير ميليس يستخدم كأداة تنفيذية لهذه الخطوة ... والمرحلة الحالية هي محاولة عزلنا. والمرحلة المقبلة هي فرض عقوبات اقتصادية علينا من خلال قرار في الأممالمتحدة. ولكن نعتقد بأن الروس والصينيين سيعارضون فرض عقوبات اقتصادية علينا». وأضاف المعلم: «إذا كانت سوريا بريئة كما نعتقد من عملية اغتيال الحريري، فهل بإمكان ميليس أن يقول ذلك؟ وهل يتجرأ بإعطاء شهادة براءة لدمشق إذا لم يمتلك أي دليل ضدنا؟ هذا هو التحدي الذي نواجهه لأن الولاياتالمتحدة تريد تغيير النظام في سوريا. نحن الوحيدين الذين يتجرأون على القول لا ومعارضة الضغوط الخارجية وكذلك الأهداف الأمريكية.. وإذا لم يسمح لميليس بتبرئتنا فإن كل المنطقة ستتأثر سلباً». وكشف المعلم عن توقيف 1046 عربياً كانوا يرغبون في الالتحاق بالمقاومة في العراق. وجدد استعداد دمشق للتعاون حول العراق. نعم للدبلوماسية، ولا للضغوط وعمليات الفرض. وأتمنى ألا يصل الأمريكيون إلى موقف متطرف بالهجوم على أهداف سورية لأنه سنضع حداً لجهودنا في هذه الحالة ونفتح الحدود مع العراق». وأضاف المعلم: «نواجه صعوبات عميقة في فرنسا.. الرئيس جاك شيراك غال علينا ولكن لا نفهم سلوكه. الكثير من السوريين لا يفهمون تحالف فرنسا مع الأمريكيين ضدنا. ومن الممكن أن يكون الرئيس السوري بشار الأسد أحبط شيراك ولكن يجب إعطاء الرئيس السوري الوقت لتحقيق سياسته الإصلاحية. وعلى الفرنسيين أن يكونوا صبورين نحن في حاجة إليهم».