دعا الرئيس الفرنسي جاك شيراك أمس الجمعة مجلس الامن الى «استخلاص كل نتائج» تقرير لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري المتوقع اعلانه في الحادي والعشرين من الشهر الجاري. ونقل المتحدث باسم قصر الاليزيه جيروم بونافون هذا الكلام عن شيراك خلال لقاء الاخير وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس والذي تركز بشكل اساسي على الملف اللبناني. ونقل المتحدث عن شيراك قوله ايضا ان «هدف المجتمع الدولي في لبنان هو اقرار الاستقرار والديموقراطية بشكل كامل من جهة، والتأكد من جهة ثانية ان منفذي ومدبري اغتيال رفيق الحريري سيلقون العقاب الذي يستحقون». وشدد شيراك ايضا حسب ما نقل عنه بونافون على ضرورة ان «يستخلص مجلس الامن كل نتائج تقرير القاضي الالماني ديتليف ميليس في اطار قرار مجلس الامن رقم 1595 حول تداعيات اغتيال رفيق الحريري والتقرير المتوقع من الموفد الخاص للامم المتحدة تيري رود لارسن حول تطبيق القرار 1559 الصادر عن مجلس الامن». من جهة أخرى وفي انعطاف مفاجئ لبرنامج جولة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس في العديد من الدول الآسيوية والأوربية وصلت رايس إلى العاصمة الروسية موسكو مساء الجمعة بدل توجهها إلى لندن ولم تدل رايس بأية تصريحات للصحافة في مطار موسكو الدولي بل توجهت إلى العاصمة مباشرة وانتشرت أنباء غير مؤكدة بعد حول احتمال لقائها بالرئيس الروسي بوتن. ومن المفترض حسب بيان الخارجية الروسية المقتضب الذي نشر في موقعها على الانترنيت أن تجري رايس مباحثات مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف حول مجموعة من القضايا الدولية الهامة إلى جانب المسائل المتعلقة بالعلاقات الثنائية بين البلدين. وتفيد معطيات الخارجية الروسية بأن في محور اهتمام هذه المباحثات القضايا الأكثر سخونة في العالم حيث سيتناول الطرفان مجمل المسائل المتعلقة ببرنامج إيران النووي وآفاق الملف النووي لكوريا الشمالية على ضوء آخر المستجدات في هذا الشأن وأوضاع آسيا الوسطى على خلفية جولتها الأخيرة في بعض بلدانها والوضع في العراق وآخر تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط. تجيء هذه الزيارة المفاجئة فاتحة الباب على تساؤلات عديدة حول الدوافع التي حدت بتعديل برنامج جولة كوندوليزا رايس مما يجعل المباحثات استثنائية الطابع من هذه الزاوية خاصة أن لقاء قد جرى عشية هذه الزيارة بين نائب وزير الخارجية الروسية كاراسين وبيرنس سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية الجديد في موسكو تناولت مجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك. وتشير معظم التعليقات الروسية إلى أن هذه الزيارة المفاجئة قد تحمل كذلك أطروحات مفاجئة وأن من بين أهدافها حسب - صدى موسكو - محاولة استمالة روسيا والتفاهم مع المسؤولين الروس على سيناريو وسطي بشأن الملف الإيراني وعرضه على مجلس الأمن وأن لا تعارض روسيا موقف الوكالة الدولية للطاقة الذرية في نوفمبر القادم كمحك نهائي في حين ترى غازيتا أن المهم بالنسبة لواشنطن هو استقراء الموقف الروسي مسبقا وربما جرت محاولات لإقناع موسكو بالامتناع عن التصويت في مجلس الأمن. ويرى المحللون أن موسكو اليوم في موقف بالغ الحرج فهي إن أصرت على مواقفها واستخدمت حق الفيتو ضد قرار بفرض عقوبات على طهران ستوتر علاقاتها مع الولاياتالمتحدة وبعض الدول الغربية وإن هي وافقت أو حتى امتنعت عن التصويت ستسيء إلى علاقاتها مع إيران وبعض الدول الأخرى..!!