فتحت مراكز الاقتراع في ليبيريا ابوابها امس، للافساح في المجال امام اول انتخابات رئاسية وعامة منذ نهاية حرب اهلية استمرت 14 عاماً، يتوقع ان يشارك فيها 351 مليون ناخب يختارون واحداً من بين 22 مرشحاً للرئاسة. ومن بين المرشحين للرئاسة نجم كرة القدم السابق جورج ويا والمسؤولة السابقة في البنك الدولي ايلين جونسون سيرليف ورجال اعمال وزعماء حرب سابقون. ويعد كل المرشحين باعادة السلام والتيار الكهربائي وتوفير العمل والتعليم المجاني لسكان هذا البلد الواقع في غرب افريقيا والبالغ عدد سكانه ثلاثة ملايين نسمة. وتجرى الانتخابات في ظل حماية 15 الف جندي دولي منتشرين في البلاد في اطار مهمة للامم المتحدة. ويعتبر جورج ويا وهو بطل قومي في ليبيريا بسبب انجازاته في الملاعب واعلانه الحرب على الفساد المستشري في البلاد، المرشح الاوفر حظاً للفوز بالرئاسة. وصوت ويا قرب منزله في حي باينسفيل المكتظ بالسكان في مونروفيا، بعدما وصل في موكب سيار. وحيته الجموع بحماسة وخصوصاً الشباب الذي يشكلون اكثر من نصف الناخبين. وقال ويا للصحافيين:"كما ترون، الليببيريون يصوتون اليوم من دون خشية. لم يعد احد يفكر بالحرب ونظن ان العملية الانتخابية ستمر بسلام". اما منافسته الرئيسية على الرئاسة ايلين جونسون سيرليف التي عملت في البنك الدولي والامم المتحدة وفي حكومات عدة في مونروفيا، فاختارت ان تصوت في مدينة توبمانبورغ في وسط البلاد. وقبل ساعات من بدء الانتخابات, اصطف مئات الليبيريين ليلاً خارج المدارس والكنائس والمباني العامة التي اختيرت كمراكز انتخابية, في العاصمة مونروفيا ومختلف انحاء البلاد. وقضى بعضهم الليل امام مراكز الاقتراع. ويصوت كثير من الليبيريين للمرة الاولى ويعتبرون الانتخابات فرصة تاريخية للخروج من دائرة العنف والاضطرابات. وقال الطالب ويلي مور 19 عاماً وهو يدلي بصوته في كنيسة في مونروفيا:"سنختار زعيماً يساعدنا على الذهاب الى المدارس ويتيح لابائنا فرصة عمل". وامتدح المراقبون الدوليون البداية السلسة لعملية التصويت. وقال ماكس فان دين بيرغ كبير مراقبي المفوضية الاوروبية: الناخبون في ليبيريا يعطون درساً لزعمائهم. انه درس انتهاج الوسائل السلمية والديموقراطية". واضاف انه دهش للاقبال الكبير المبكر على مراكز التصويت. وأصابت حمى الانتخابات أيضاً السكان في المناطق الريفية. ففي بلدة جانتا على الحدود مع غينيا طاف شبان يركبون دراجات نارية ملوحين ببطاقات انتخابية. ومن بين المرشحين للرئاسة أيضاً مرشح عن حزب الرئيس السابق وزعيم الحرب تشارلز تيلور المطلوب لاتهامه بارتكاب جرائم حرب في سييراليون المجاورة. كما يخوض انتخابات الرئاسة ايضاً الزعيم المتمرد السابق سيكو كونيه الذي حارب تيلور. ومن نيويورك, دعا الامين العام للامم المتحدة كوفي انان"جميع الليبيريين الى المشاركة بأعداد كبيرة وبشكل سلمي في هذه الانتخابات التاريخية". ويقول ديبلوماسيون افارقة ان من المهم لمصلحة صدقية الديموقراطية في القارة السوداء ان يذهب الليبيريون الى الاقتراع في شكل سلس. وقال عرفان رحمن الذي يترأس فريقاً من مراقبي الاتحاد الافريقي الذي يضم 53 دولة ان"ذلك سيبعث برسالة قوية للغاية الى شعب افريقيا بأن القارة يمكن ان تدير شؤونها بطريقة ديموقراطية للغاية". ويشارك اكثر من 400 مراقب دولي في مراقبة الانتخابات من بينهم الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر.