مونروفيا - أ ف ب - أدلى الناخبون الليبيريون بأصواتهم أمس في انتخابات مهمة لترسيخ السلام في بلدهم بعد 14 سنة من حرب أهلية انتهت عام 2003، وشهدت تنافس الرئيسة المنتهية ولايتها إيلين جونسون سيرليف الحائزة جائزة نوبل للسلام هذه السنة والتي تنتمي إلى حزب الوحدة، وونستون توبمان من حزب «المؤتمر للتغيير الديموقراطي»، و14 مرشحاً آخرين على ولاية رئاسية من ست سنوات. وقد تنظم دورة ثانية في الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر) وفق جدول زمني وضعته اللجنة الانتخابية الوطنية. وعلى رغم تساقط الأمطار، احتشد مئات من الناخبين أمام مكاتب الاقتراع في العاصمة مونروفيا وضواحيها. وصرّح ناخب يدعى جون سيلبستر اليس (37 سنة) من أمام مركز اقتراع في ضاحية لوغنتاون: «إنني مسرور جداً للمشاركة في هذه الانتخابات المهمة جداً لاستقرار ليبيريا الاقتصادي، لذا أتيت للاقتراع في أسرع وقت». واعتبر قدوم الناخبين باكراً لتنفيذ واجبهم الانتخابي «بادرة جيدة تدل على رغبة الشعب الليبيري في المشاركة بالعملية الديموقراطية من أجل تطوره». وقال ناخب آخر جون بلاتو أدلى بصوته في مونروفيا: «هذه الانتخابات الرئاسية والاشتراعية حاسمة لليبيريين وللأسرة الدولية». وكان المرشح توبمان انتقد بشدة منح سيرليف، أول امرأة تنتخب رئيسة لبلد أفريقي عام 2005، جائزة نوبل للسلام باعتباره يشكل عامل دعم حاسماً لها قبل الاقتراع. وسقط 250 ألف قتيل ومئات الآلاف من الجرحى في الحروب الأهلية التي امتدت بين عامي 1989 و2003 في ليبيريا، وأدت إلى تدمير البنى التحتية واقتصاد البلاد، مع العلم أن نسبة البطالة تبلغ في هذا البلد اليوم 80 في المئة، ما يحتم عيش معظم سكانه في فقر مدقع. وتتعرض سيرليف التي تلقى دعماً كبيراً من الأسرة الدولية منذ عام 2005 لإعادة إعمار البلاد، لانتقادات من معارضيها خصوصاً توبمان الذين يتهمونها بأنها فشلت في تحقيق المصالحة الوطنية، وبأنها دعمت في بداية الحرب الأهلية زعيم الحرب السابق تشارلز تايلور. ويشرف على الاقتراع 4400 مراقب محلي وأكثر من 800 مراقب دولي، فيما يخشى كثيرون في الداخل والخارج من نيات المرتزقة السابقين في ليبريا وساحل العاج الذين قاتلوا أخيراً في ساحل العاج وعادوا إلى ليبيريا مع أسلحتهم. وبين المرشحين للانتخابات الرئاسية زعيم الحرب السابق برينس جونسون الذي اشتهر بلقطات ظهر فيها يشاهد رجاله يعذبون الرئيس صامويل دو حتى الموت عام 1990، وقال بعدما أصبح سيناتوراً لمنطقة نيمبا (شمال شرق): «لا يمكن ملاحقتي لأنني لم أرتكب أي جريمة. حاربت من أجل بلادي وشعبي الذي كان يقتاده نظام دو إلى المسلخ كالخواريف والماعز»، مضيفاً أن «سيرليف دعمتنا بقوة».