أكد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، أمس، ان بلاده تستعد لحظر مزيد من المنظمات التي تشتبه في تورطها في الإرهاب، بعد يوم من إصدار وزارة الداخلية لائحة ب 15 منظمة إسلامية طلبت من مجلسي النواب والعموم الموافقة على حظرها بموجب قانون مكافحة الإرهاب. ودافع بلير في مؤتمره الصحافي الشهري في"10 داونينغ ستريت"عن الصلاحيات الواسعة التي تطلبها الشرطة في إطار مكافحة الارهاب، وعلى رأسها السماح باعتقال المشتبه فيهم لمدة ثلاثة أشهر من دون توجيه تهمة اليهم. وقال انه يرى طلب الشرطة معقولاً، مشيراً الى ان الاعتقال لن يستمر ثلاثة شهور متواصلة بل سيخضع كل سبعة أيام لمعاينة قاض يُحدد هل هناك ما يبرر تمديد فترة السجن الاحتياطي من دون تهمة. وأضاف ان عدم استجابته طلب الشرطة يُعتبر"عملاً غير مسؤول"، وان من واجبه العمل على حماية المواطنين من خطر الارهاب. وأكد ان"التهديد الارهابي حقيقي"وان التفجيرات التي شهدتها لندن في تموز يوليو الماضي تُثبت ذلك، خصوصاً ان المنفذين كانوا عازمين، بحسب ما قال، على قتل أكبر عدد ممكن من الناس. وقُتل أكثر من 50 شخصاً في تلك التفجيرات التي قام بها أربعة فجّروا أنفسهم في محطات قطارات وباص. وسُئل بلير عن سبب عدم ايراد"حزب التحرير"في لائحة المنظمات"الإرهابية"ال 15 التي أصدرتها وزارة الداخلية أول من أمس، علماً انه نفسه كان أشار الى نيته حظر هذا الحزب الذي نفى صلته بالإرهاب، فأجاب بأن لائحة ال 15 صدرت بناء على الصلاحيات المتاحة بموجب قانون الارهاب الحالي، وان مزيداً من المنظمات يمكن ان يُدرج في لائحة جديدة بموجب التعديلات التي تسعى الحكومة الى ادخالها على هذه القانون. ويناقش البرلمان البريطاني هذا الأسبوع مشروع قانون جديد لمكافحة الارهاب يمنع تمجيد الارهاب او تقديم دعم غير مباشر له ويسمح بإغلاق مساجد. ومعروف ان"لائحة ال 15"التي يمكن ان تصبح قانوناً بحلول غد الخميس، ضمت"الجماعة الاسلامية المقاتلة في ليبيا"و"الجماعة الاسلامية المغربية المقاتلة"و"أنصار السنة"و"أنصار الإسلام"العراق وجماعات باكستانية وأفغانية وبنغلاديشية ومن آسيا الوسطى. الى ذلك، وجه بلير تحذيراً الى ايران من مواصلة ما سماه"دعم الارهاب"وتجاهل تعهداتها في خصوص عدم السعي الى امتلاك سلاح نووي. وقال ان على الجمهورية الاسلامية ان تفهم ان العالم يريد علاقات جيدة معها ولكن عليها في المقابل"وقف دعم الارهاب سواء في الشرق الأوسط أو في أي مكان آخر"وأيضاً احترام التعهدات التي قطعتها على نفسها في شأن الموضوع النووي. وقال ان الايرانيين"يرتكبون خطأ"إذا ظنوا ان العالم"يمكن ان يتساهل"في هذا الشأن. واشاد بالعلاقات البريطانية - السعودية، وقال انه قابل السفير السعودي في لندن الأمير تركي الفيصل أول من أمس لوداعه وليتمنى له التوفيق في منصبه الجديد سفيراً في واشنطن.